أكد رئيس الحكومة العراقي حيدر العبادي، أمس، أن هناك انهياراً كبيراً في صفوف تنظيم «داعش» في مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى شمال العراق، وذلك تزامناً مع قيام القوات العراقية بشق طريقها داخل عدة أحياء في شرق المدينة، على الضفة اليسرى لنهر دجلة، بعد وصولها الى ضفة النهر من جهة الجنوب. وأعلن قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت، في بيان أمس، توغل قواته في حي سومر، شرق الموصل، وفتح منافذ آمنة لإخلاء المدنيين. كما شقت القوات العراقية طريقها داخل حي فلسطين. من جهته، ذكر الناطق باسم حرس نينوى، زهير حازم، أن قوات من الفرقتين 16 و15 اقتحمت حي الحدباء، بإسناد من مقاتلات التحالف الدولي، بهدف السيطرة على الحي الشمالي والالتحام مع قوات مكافحة الإرهاب المتمركزة في المنطقة. وأضاف أن «الشرطة الاتحادية تقترب من تحرير المثلث الجنوبي في الساحل الأيسر بالكامل». وقال قائد العمليات المشتركة رئيس جهاز مكافحة الإرهاب الفريق أول الركن طالب الكناني في مؤتمر صحافي، أمس، إن القوات العراقية وخاصة قوات مكافحة الإرهاب تواصل تقدمها، وتمكنت أخيرا من الوصول الى ضفة نهر دجلة والسيطرة على الجسر الرابع في المدينة. وأوضح الكناني «أن الجسر الرابع يعتبر جسرا حيويا اذ إن السيطرة عليه تعني الدخول في عمق مدينة الموصل ما يشكل ضربة كبيرة لمسلحي داعش»، مشيرا الى أن الجسور الأخرى ستتم السيطرة عليها من قبل القوات العراقية، وذلك بحسب الخطة المرسومة. واعتبر أن السيطرة على 53 حيا من أحياء الموصل تعد «إنجازا كبيرا»، مبينا أنه تم تحرير الأحياء المهمة والكبيرة والقريبة من نهر دجلة. وأشار إلى أن عملية تحرير نينوى «دقيقة» وتجري وفق خطط مرسومة تراعي الحفاظ على أرواح المدنيين والبنية التحتية للمدينة. من ناحيته، أشار المتحدث باسم وحدات الاستجابة السريعة بالشرطة الاتحادية العقيد عبدالأمير المحمداوي، أمس، إلى أن التحدي هو أن متشددي داعش يختبئون بين العائلات المدنية. في السياق، أعلنت خلية الإعلام الحربي، أمس، عن تفجير جسرين الخامس والجسر الحديدي في مدينة الموصل من قبل تنظيم «داعش»، مشيرة الى أن التنظيم يحاول منع القوات الأمنية من العبور إلى الساحل الأيمن من المدينة. إلى ذلك، قال معهد دراسات الحرب الأميركي في تقرير، أمس، إن «قرب حسم القوات العراقية للمعركة في كامل ساحل الموصل الأيسر لا يعني أنها ستلحق سريعاً بإطلاق معركة الساحل الأيمن»، موضحا أن «طيران التحالف الدولي دمر أجزاء من الجسور التي تربط جزئي المدينة». وأضاف التقرير: «هناك نية لدى المستشارين العسكريين الأميركيين لمساعدة القوات العراقية على إعادة بناء الأجزاء المدمرة لدفعها إلى التقدم من جديد، والأمر يحتاج إلى فترة من الانتظار»، مبينا أن «القوات المحررة التي دعمت في الجولة الثانية من المعارك بقوات الشرطة الاتحادية والرد السريع وفرق من الجيش ستعيد تجميع صفوفها بانتظار إصلاح الجسور للعبور الى غرب الموصل». وأشار الى وجود «توقعات بأن تكون المقاومة شديدة هناك مع ورود معلومات تشير الى تلغيم داعش للطرق والمباني بكثافة لإبطاء تقدم القوات». في سياق آخر، أفاد مصدر أمني في بغداد، أمس، بأن قوة أمنية فضت اعتصام ساحة التحرير وسط بغداد الذي نظمه مواطنون وعدد من أسر ضحايا التفجيرات الأخير بدعم من التيار الصدري للمطالبة بمحاسبة القيادات الأمنية المقصرة واحتجاجا على تكرر الخروقات الأمنية. في غضون ذلك، قدم زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، أمس، مشروعا الى مجلس النواب بشأن «اصلاح» الانتخابات.