تبنى تنظيم داعش، أمس، التفجيرات الإرهابية التي وقعت جنوب مدينة العريش، وأسفرت عن مقتل 7 شرطيين ومدني، وفيما دان مجلس الأمن الهجمات، قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال مداخلة متلفزة أمس الأول، إن مواجهة الإرهاب تحتاج إلى سنوات حتى يتم استئصاله. بعد ساعات من سقوط 8 قتلى في صفوف قوات الأمن المصرية، في عملية إرهابية، استهدفت ارتكازين أمنيين للشرطة في جنوب مدينة العريش، أمس الأول، تبنى تنظيم داعش سيناء الهجوم، الذي تخلله تفجير شاحنة قمامة، واشتباكات استخدم فيها المهاجمون أسلحة متوسطة، حسبما ظهر في شريط مصور. وأعلنت وكالة "أعماق"، التابعة للتنظيم، الذي يطلق على نفسه اسم "الدولة الإسلامية"، والمعروف باسم "داعش"، عبر موقعها الإلكتروني، مسؤولية التنظيم عن الهجوم المزدوج الذي استهدف كميني "المطافئ" و"المساعيد" غربي العريش، شمال سيناء. ودان مجلس الأمن، مساء أمس الأول، الهجوم، مشددا على ضرورة تقديم مرتكبي ومنظمي وممولي العمليات الإرهابية إلى العدالة. وعلمت "الجريدة" من مصدر أمني أن حملة أمنية نفذتها قوات الجيش والشرطة، في مناطق جنوب مدينة العريش والشيخ زويد ورفح، فجر أمس، أسفرت عن مقتل 10 تكفيريين، وتدمير عدد من البؤر الإرهابية. مداخلة السيسي في هذه الأثناء، وبعد نحو ثلاث سنوات ونصف السنة من طلب الرئيس عبدالفتاح السيسي من الشعب المصري تفويضا لمواجهة الإرهاب، اعترف السيسي بالحجم الكبير لكلفة المواجهة. وقال السيسي، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب، على فضائية "أون تي في" أمس الأول، "إن مواجهة الإرهاب تحتاج إلى سنوات حتى يتم استئصاله، وكلفة المواجهة ليست مادية فقط، فقد تكبدت قوات الجيش والشرطة والمدنيون خسائر كبيرة في أرواح أبطالنا". وجاء حديث الرئيس بعد ساعات من العملية الإرهابية، حيث لفت إلى أن سيناء وحدها تضم 41 كتيبة، تضم نحو 30 ألف جندي بخلاف قوات الأمن، فضلا عن القوات الموجودة على طول الحدود الغربية المحازية لليبيا، والممتدة لنحو 1200 كيلومتر، تتحمل مصر وحدها مسؤولية تأمينها. واستمر السيسي في عتابه لوسائل الإعلام، حيث قال: "الفاصل بين التناول الإعلامي والتناول المؤسسي للدولة في الأمور الأمنية كبير للغاية، حيث كان الإعلام عام 1967 متحدا وعلى قلب رجل واحد، بالتعاون مع أجهزة الدولة"، لافتا إلى أن "البعض يرى تأكيدنا على الاصطفاف أننا نريد أمرا ما وراء ذلك". ويفرض الجيش حالة الطوارئ وحظر التجوال في بعض قرى ومناطق محافظة شمال سيناء، منذ نحو ثلاث سنوات، كما عمل الجيش على إقامة "منطقة عازلة"، تم إخلاء سكانها، بين الحدود من جهة سيناء وقطاع غزة الفلسطيني، بلغت بحسب آخر التقارير نحو 2.5 كيلو متر في العمق المصري. واعتبر الباحث في شؤون الحركات الأصولية، النائب البرلماني سمير غطاس، تصريحات السيسي عن الإرهاب مجرد "تحصيل حاصل" لم تقدم جديدا، وأنها تدخل في إطار محاولات تطمين الشارع ورفع المعنويات. وقال غطاس، في تصريحات لـ"الجريدة"، "مكافحة الإرهاب تحتاج إلى سنوات وعلى أصعدة مختلفة عسكرية واجتماعية واقتصادية وثقافية"، متابعا: "للأسف الدولة تزعم أنها تحقق إنجازات على الأرض في مواجهة الإرهاب، لكن معدل العمليات الإرهابية في سيناء لايزال مرتفعا، وخسائر القوات في تزايد"، مطالبا بتغيير الاستراتيجية العسكرية المعمول بها في سيناء. وزير الدفاع إلى ذلك، أكد القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي استمرار القوات المسلحة في تنفيذ استراتيجيتها الطموحة نحو التطوير والتحديث، لامتلاك أحدث المنظومات القتالية بالأفرع الرئيسية والقيادات والهيئات التخصصية للقوات المسلحة. وشدد صبحي، خلال لقائه مقاتلي وجنود الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، في إطار لقاءاته الدورية، على أن بناء الفرد المقاتل مهاريا وبدنيا يمثل القدرة الحقيقية للجيش في تأمين حدود الدولة واقتلاع جذور الإرهاب. سيلفا كير على صعيد آخر، بحث السيسي، ونظيره الجنوب سوداني، سيلفا كير، سبل تعزيز التعاون المشترك ودفع العلاقات الثنائية بين البلدين، وأكد السيسي خلال مؤتمر صحافي مشترك أن مصر تنخرط، بحكم مسؤوليتها تجاه أشقائها في جنوب السودان، في دفع عملية التنمية في العديد من الجوانب والمجالات. وأشار السيسي إلى أن المباحثات مع كير تطرقت إلى عملية السلام في جنوب السودان، وأهمية الالتزام باتفاق التسوية السلمية الموقع في أغسطس 2015 باعتباره الآلية الأساسية لاستعادة السلم والاستقرار. وقالت الخبيرة في مركز "الأهرام للدراسات السياسية" أماني الطويل إن "القاهرة مهتمة بالانفتاح على جوبا، كونها عمقا استراتيجيا لها، وان الاستقرار في جنوب السودان سيسمح لمصر بإقامة مشاريع تنموية تعود بالنفع على البلدين"، مشيرة إلى أن جنوب السودان دولة ضمن دول حوض النيل، وسيكون لها دور في الاتفاقيات المقبلة. الاستخبارات البريطانية على صعيد آخر، أكد السيسي، خلال استقباله رئيس الاستخبارات الخارجية البريطانية أليكس يانجر، أمس الأول، بحضور رئيس المخابرات العامة المصرية، خالد فوزي، أن مواجهة الإرهاب تتطلب منهجا شاملا لا يميز بين الجماعات الإرهابية، ويعمل على التصدي للإرهاب وتجفيف منابعه بكل صورها. وذكر المتحدث الرئاسي السفير علاء يوسف ان "رئيس الاستخبارات البريطانية أكد أن بلاده تنظر لمصر باعتبارها ركيزة أساسية للاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط"، فيما علمت "الجريدة" أن "الجانب المصري سلم المسؤول الإنكليزي الرفيع ملفا عن ثبوت ضلوع قيادات إخوانية تُقيم في لندن في عمليات إرهابية داخل مصر".