«صباح الخير يا قدس» برنامج اسبوعي يبث عبر تلفزيون فلسطين كل يوم جمعة من إعداد وتقديم مي أبو عصب، وهو يعنى بمختلف القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في المدينة المقدسة، بهدف تسليط الضوء على مدينة القدس وما يجري من احداث اسبوعية فيها، إذ يتم التعاطي معها في شكل مغاير لما يأتي في نشرات الاخبار، من خلال أنسنة القضايا الخاصة بالمدينة وأهلها. «خصوصية البرنامج تأتي من كونه الوحيد الذي يبث مباشرة من وسط مدينة القدس، وبالتحديد من جبل الزيتون المطل على المسجد الاقصى وقبة الصخرة والبلدة القديمة، ما يعطي اضافة نوعية له، إضافة الى كون مدينة القدس مدينة محاصرة ومعزولة عن بقية المدن والمحافظات الفلسطينية الاخرى ولا يسمح للفلسطينيين الدخول اليها»، تقول أبو عصب، وتضيف: «الحياة اليومية وطبيعتها وسيكولوجية اهلها تعتبر هدفاً سهلاً لدمغ المدينة بصورة نمطية سلبية في أغلب الاحيان، فتأتي هنا أهمية البرنامج، وهدفه اطلاع الناس على حقيقة ما يجري في القدس، وما هي معاناة شعب يعاني من الاحتلال المباشر وغير المباشر كل يوم، ليكون من يقف امام المدفع بصدور عارية في مواجهة تهويد و «اسرلة» كل ما هو عربي وفلسطيني في المدينة... كل بطريقته وبقدراته في ظل غياب مرجعية سياسية واجتماعية وثقافية». وبالتالي، فإن البرنامج نافذة الناس على القدس، وما يجري فيها، وهو يعدّ من بين البرامج الأكثر مشاهدة في تلفزيون فلسطين، ويشكل جزءاً من صباحات يوم الجمعة لكثير من الناس سواء المقدسيين او الفلسطينيين بشكل عام، إضافة الى أولئك الذين لا يستطيعون الوصول الى القدس، وبخاصة المغتربين. اما في ما يتعلق بمواضيع البرنامج والتي تختلف عن مواضيع البرامج الصباحية في بقية المحطات التلفزيونية، تقول أبو عصب: «هناك اولوية لاحداث معينة أجد نفسي لا أستطيع تجاهلها، او حتى ان أمر عليها مرور الكرام، واخرى اكون غير قادرة على الخوض فيها وبتفاصيلها في هذه الفترة القصيرة، والا قد تكون النتائج عكسية». وتؤكد أبو عصب أن «هذا البرنامج رغم كل حجم المشاهدة التي يحوز عليها، إلا أنه يعاني من جملة من الصعوبات والعقبات تحول أمام تطوره، فهو محاصر حاله من حال مدينته (لكل امرئ من اسمه نصيب)، فالقدس لا تعني محافظة القدس وانما تعني القدس التي تم تحديدها بحدود ما هو داخل جدار الفصل العنصري فقط، ما يحد من تنوع ضيوف البرنامج. وللأسف كثر من الضيوف لا يمكن استقبالهم في البرنامج، فهم لا يستطيعون الوصول إلى الاستوديو، وآخرون يحبذون عدم المجيء لأنهم يعرفون أنهم قد يقضون ساعات طويلة في أزمة حاجز قلنديا المتواجد على المدخل الجنوبي للمدينة. هذا الحصار قد يمتد أيضاً الى المواضيع بالمستوى ذاته». وفي ظل هذه الظروف ومحدودية المواضيع والضيوف المحصورين بكيلومترات قليلة وقلة الموارد البشرية، الا ان البرنامج يعمل على الاهتمام بتفاصيل القضايا، ففي كل اسبوع يتم استضافة محلل سياسي للحديث عن اهم التطورات السياسية وآخر الاحداث على الارض، وفضح ممارسات الاحتلال في المدينة. كما يهتم بأنسنة الاحداث التي يعمد الاحتلال على نزعها، باستضافة المتضررين من ممارسات الاحتلال سواء من هدم بيوتهم، او قطع المياه عنهم، او الاعتداء عليهم مباشرة، فيما تحتل قضية الاسرى والاسرى المقدسيين مكانة مهمة في البرنامج، وذلك لأن نسبة عالية من المشاهدين هم من الاسرى داخل سجون الاحتلال، ولما تحمله هذه القضية من هم انساني لا يمكن تجاهله او التغاضي عنه. يضاف الى هذا المواضيع الاجتماعية والاقتصادية والقضايا التي تهم وتخص المواطن المقدسي، مثل اعتقال الاطفال والصدمة الحضارية الناتجة من الاحتكاك الاضطراري بالآخر المحتل، وقضايا أخرى مثل المخدرات والضرائب الباهظة التي تفرض على المقدسيين، وغيرها، ويلعب البرنامج دور المروج للفعاليات والمبادرات الثقافية والاجتماعية والفنية والادبية. وختمت أبو عصب: «علاقتي في البرنامج أصبحت اكثر من علاقة معدة ومقدمة فحسب، بل بتّ في حالة من الانغماس في تفاصيل القضايا والمواضيع التي نبحث عنها وفيها، فهو بالنسبة إلي اكثر من برنامج واكثر من عمل... انه جزء مهم من حياتي». تلفزيون