×
محافظة المنطقة الشرقية

مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم العام رؤية مستقبلية طموحة

صورة الخبر

ليس هناك طلاق رخيص وطلاق غالٍ، فالطلاق هو الطلاق، وهو أبغض الحلال عند الله، لكن بعض الرجال يستهينون بهذا البغض ويرخصون الطلاق حين (يهايطون) ويتهادون السيارات ويحلف بعضهم بالطلاق من (نسوانه الأربع) إن لم يقبل صاحبه هديته الفخمة. رجال بلحاهم وشواربهم، بلغ بعضهم من العمر عتيا، يحولون نساءهم إلى أقل من قيمة سياراتهم، مما سيدلنا، كما دلنا من قبل، على أن المرأة في نظر بعض رجالنا ليست إلا متعة عابرة ومتاعا لا يستحق الصون والاحترام. وهنا فتش عن التربية، تربية هؤلاء الذين حين نظفت ثيابهم و(تفخمت) سياراتهم وتورمت كروشهم لم يصب رؤوسهم شيء من الوعي ولا شيء من الفهم لحقوق هذه المرأة التي تكلف دينيا بما كلفوا به، ويطلب منها اجتماعيا وأسريا أكثر مما يطلب منهم. لقد تربوا، مثل أبنائهم حاليا، على أنهم ديكة بأعراف يهزونها زهوا وكبرا وخيلاء من غير أن يلتفتوا إلى مضامينهم النفسية والذهنية. وهم، هؤلاء المهايطون المسترخصون للمرأة وطلاقها، ينسون أبدا أنه لولا الله ثم المرأة ما أبصرت عيونهم النور ولا كبروا تحيطهم عنايتها وخوفها ورجاؤها. هم فقط منساقون خلف هذه العادات البالية التي وجدوا عليها أجدادهم وآباءهم، مع أنني شخصيا شهدت وعايشت من الأجداد والآباء من يضع امرأته فوق رأسه و(يحشمها) ويكرمها ويقدرها حق قدرها. لكن ما نحن فيه الآن هو بلوى العادات المختلطة بالثروة. تلك البلوى التي لا تقتصر على مواقف الرجال المتخلفين من المرأة، بل تتعدى ذلك إلى كل سلوكيات الشيبان والشباب في كل ما له علاقة بحياتهم وعلاقتهم بالآخرين من خاصة الناس بالنسبة لهم وعامتهم. هناك، في ظل الثروة الهابطة بدون تعب أو وعي، حالة اجتماعية تؤشر إلى أن المال ضار إذا فقد وظيفته الحقيقة في الحياة. ومن هذا الضرر أن يقف مجموعة رجال يتقاذفون أموالهم الفائضة ويحلفون بطلاق نسائهم على الملأ، بل ويصورون ذلك ليعلم به الجميع. حالة اجتماعية مزرية ومؤسفة تتطلب وقفات ودراسات نفسية مستفيضة.