من خلال المضبوطات وبيان وزارة الداخلية الصادر أمس حول مقتل إرهابيين في حي الياسمين (شمال الرياض) عقب مواجهة مسلحة، ما يحمل في طياته خطورة الإرهابي الهالك طايع الصيعري «الصيد الثمين»، الذي اعتمد عليه تنظيم داعش الإرهابي خبيراً في تصنيع الأحزمة الناسفة والعبوات المتفجرة وتجهيز الانتحاريين بها وتدريبهم عليها لتنفيذ عملياتهم الإرهابية. ضربة موجعة وجهتها قوات الأمن السعودية لتنظيم «داعش» الإرهابي بقتل خبير متفجراتها في السعودية، بعد أن أعلنت وزارة الداخلية تورط طايع في عمليات إرهابية، منها استهداف المصلين بمسجد قوة الطوارئ بعسير في شوال 1436، إضافة إلى العمليتين اللتين جرى إحباطهما في نهاية رمضان من العام الماضي (عملية المواقف التابعة لمستشفى سليمان فقيه وعملية استهداف المسجد النبوي الشريف). وجود الإرهابي الآخر بصحبة الصيعري «الصيد الثمين» أكد تنفيذ عملية مخطط لها، يكون فيها طلال الصاعدي الطرف المنفذ، خصوصاً مع ما أظهرته مضبوطات وزارة الداخلية داخل المنزل الذي اختبأ فيه الإرهابيان. وأعلنت «الداخلية» في بيانها أمس ضبطها حزامين ناسفين في حال تشريك كامل وتم إبطالهما، إضافة إلى قنبلة يدوية محلية التصنيع، كما ضبطت قوات الأمن حوضين صغيرين بهما مواد يشتبه بأن تكون كيميائية تستخدم لتصنيع المواد المتفجرة من أحزمة وعبوات ناسفة. وكان سالم يسلم الصيعري وجه رسالة لابنيه طايع، ومطيع بعد أن أوردت وزارة الداخلية اسميهما في «قائمة الـ9» في يناير من العام الماضي، طالبهما بـ«العودة من الهلاك»، داعياً ابنيه حينها لتسليم نفسيهما عاجلا لوزارة الداخلية «التي ستكون معينا لهما على تجاوز هذه الأفكار، وستأخذ بيديهما لطريق النجاة، بدلا من طريق الهلاك الذي بدآ السير فيه». .. قطع ابتعاثه ليلتحق بالإرهابيين الهالك طايع الصيعري انسحب من البعثة في نيوزلندا التي ابتعث لها على حساب وزارة التعليم، لدراسة الهندسة الكهربائية. والغريب أن طايع الذي صم أذنيه عن دعوات وجهها له والده بالمبادرة بتسليم نفسه مع شقيقه مطيع، بات مهندس القتل والتدمير، إذ اضطلع بأدوار مهمة في صنع المتفجرات والأحزمة الناسفة، وبات خبيراً محترفا يعتمد عليه تنظيم «داعش» الإرهابي في تصنيع الأحزمة الناسفة والعبوات المتفجرة وتجهيز الانتحاريين بها وتدريبهم عليها لتنفيذ عملياتهم الإجرامية، على غرار ما شهدته حادثة تفجير مسجد قوات الطوارئ في عسير، وتفجير مسجد دحضه، وعدد من حوادث تفجير الأحزمة الناسفة. وسار الشقيقان طايع ومطيع في مسار واحد نحو التطرف، بعدما وجها رسالة إلى والدهما يبلغانه فيها نيتهما السفر إلى اليمن -على حد زعمهما- للقتال هناك، ليسارع الأب بإبلاغ الجهات الأمنية عنهما. وتواصل طايع مع والده هاتفيا بعد التحاقه بالقتال هناك، ليبلغه بزواجه في سورية وأنه رزق بمولود ذكر، قبل أن يعود بشكل مفاجئ الى السعودية ويظهر اسمه ضمن قوائم المطلوبين في «قائمة الـ9» بتاريخ 21/4/1437هـ التي ضلعت في تفجير مسجد قوات الطوارئ في عسير. وقيدت في سجل الصيعري مخالفة مرورية واحدة لم يتم سدادها بقيمة 150 ريالا، في حين يمتلك سجل قيادة نظيفا من الحوادث المرورية.