موسكو التي تعدّ أبرز حلفاء دمشق تعلن بدء خفض قواتها في سوريا حيث تشهد الجبهات الرئيسية هدنة هشة تخللها تصعيد قوات النظام غاراتها على منطقة وادي بردى خزان مياه العاصمة. مجموعة القطع البحرية العسكرية المنتشرة قبالة السواحل السورية تستعد حاليا للعودة الفورية إلى مينائها الأصلي في الدائرة القطبية. وأبرز تلك القطع البحرية، حاملة الطائرات الأميرال كوزنيستوف المنتشرة شرق البحر المتوسط وهي الوحيدة المشاركة في العمليات الجوية في سوريا، وقد وصلت قبالة إلى هناك في تشرين الثاني-نوفمبر دعما للهجوم على مدينة حلب التي استعادتها قوات النظام في الثاني والعشرين كانون الأول-ديسمبر، مما شكل ضربة قاضية للفصائل المعارضة. القرار الروسي تزامن مع تصعيد عسكري للنظام في وادي بردى شمال غرب دمشق، رغم استمرار الهدنة التي تخللتها خروقات متكررة حيث فتحت جبهة معارك جديدة مع الفصائل المعارضة بعدما كانت المعارك تتركز جنوب شرق المنطقة. ويشهد وادي بردى منذ العشرين من الشهر الماضي معارك مستمرة بين الطرفين، اثر بدء قوات النظام وحلفائها هجوما للسيطرة على المنطقة التي تعد خزان مياه دمشق. وألحقت المعارك أضرارا بإحدى مضخات المياه الرئيسية في نبع عين الفيجة، ما أدى إلى قطع المياه عن العاصمة منذ أكثر من أسبوعين. على جبهة أخرى، سيطرت قوات سوريا الديموقراطية وهي تحالف عربي كردي تدعمه واشنطن على قلعة جعبر الأثرية التي تشرف على أكبر سجن يديره ما يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية قرب سد الفرات شمال سوريا. القوات المدعومة بقوات خاصة أميركية وطائرات التحالف الدولي، تمكنت من التقدم والسيطرة على القلعة الأثرية الواقعة شمال غرب مدينة الطبقة في محافظة الرقة، أبرز معقل للجهاديين في سوريا.