×
محافظة المنطقة الشرقية

«أمير مكة» يؤسس لمشاريع ثقافية في سوق«عكاظ 8»

صورة الخبر

من المنظور النفسي نجد أن للإنسان كتلة من المشاعر والأحاسيس وبالتالي فإن أي عارض يصيبه فإن معاناته تترجم إلى تقلبات في حالته النفسية بمعنى أن القلق والتوتر يسيطران عليه وهو رد فعل طبيعي للمصابين والمصابات بأي أمراض مستعصية (لا سمح الله). ولاشك أن جميع المرضى مختلفون في درجة ومراحل قلقهم وتوترهم، فهناك من يكافح ويصارع من أجل العلاج مؤمنا بقضاء الله وقدره، وهناك من يستسلم لمرضه وكأن حياته انتهت وهذه المشاعر بالطبع تنعكس سلبا على صحة المريض وتتدهور حالته أكثر وربما تنتكس لأنه لم يساعد نفسه في تجاوز معاناته النفسية مع المرض، وقد يكون المريض معذورا في هذه المشاعر لأنه يعيش في حالة صراع قد يسيطر عليه الإحباط من فترة العلاجات المطولة. والمصابون بالسرطان قد ينتابهم شعور بالخوف يطاردهم بين فترة وأخرى لأنهم يترقبون المجهول في أي وقت خاصة إذا وصل بهم المرض إلى مراحل متأخرة، وهذه الانعكاسات النفسية هي رد فعل طبيعي للحالة لأن المصابين يشغلهم هم واحد ويحدوهم الأمل بتجاوز المرض المخيف. والسرطان من الأمراض التي شغلت هاجس المرضى في كل مجتمعات العالم وهذا الأمر يدعو إلى تكريس التوعية الصحية وسط المصابين من خلال الحملات والندوات والمحاضرات التي تتناول التعريف بالمرض وكيفية الوقاية منه وأهمية الكشف المبكر، وأن المرض لم يعد ذلك الشبح المخيف مع تطور العلاج. وهنا أؤكد على ضرورة التركيز على أمور عديدة منها تفعيل البرامج التوعوية التي تهدف إلى التعريف بمختلف أنواع السرطانات والوقاية ومواصلة إقامة الحملات التوعوية في كل مناطق المملكة، وتوزيع المطبوعات، وتفعيل دور وسائل الإعلام في هذا الجانب، حيث إن هذه الوسائل تسهم بدور كبير في التعريف بالمرض والوقاية منه إلى جانب إنشاء مراكز تتبع لوزارة الصحة متخصصة للفحص المبكر ودعوة الرجال والنساء لإجراء الفحص الوقائي . وأخيرا .. مرضى السرطان في أمس الحاجة إلى من يقف بجانبهم ويخفف عنهم معاناتهم وهذا الدور يقع على عاتق الأسرة المحيطة بهم والمجتمع لأن التخفيف من حالتهم النفسية نصف العلاج.