شارك من خلال تويتر فيسبوك جوجل بلس اكتب رأيك حفظ شيعت جموع غفيرة أمس جثمان اليتيم محمد عبدالله، الذي وافته المنية إثر تناول العلاج الثلاثي للسكر «إنسولين طويل الأمد، جلوكافز، دواميل»، بحسب ما أورده تقرير الطب الشرعي، وقد صلي على الفقيد في المسجد الحرام عقب صلاة المغرب، وووري جثمانه الثرى في مقبرة المعلاة بمكة المكرمة، بحضور مدير مركز الرعاية الخيرية للايتام غازي الغامدي وعدد من المشرفين وإخوان وأقارب الفقيد. من جهته، كشف لـ«عكاظ» مدير الطب الشرعي الدكتور طلال إكرام، أن تقرير الطب الشرعي يوضح أن اليتيم المتوفى محمد عبدالله، كان يتناول علاجا طويل الأمد، ما تسبب في انخفاض مستوى السكر في جسمه، وأدى بالتالي لوفاته، مؤكدا أن سبب الوفاة ليس جنائيا ولا توجد أي آثار للعنف أو الإيذاء الجسدي. وقال الدكتور طلال: «طلبنا من الجهات الأمنية تشريح الجثة لمعرفة السبب الدقيق وننتظر موافقتها على ذلك»، مؤكدا عدم وجود دلائل جنائية في التقرير، كما أن تشريح الجثة وأخذ عينات من الدم والدماغ سيصل إلى نتيجة واضحة. وأضاف: «إن المعاينة تشير إلى أن السبب الرئيسي في الوفاة هو انخفاض السكر لدى المتوفى الذي لم يتمكن من التحرك أو حتى فتح باب الحجرة»، موضحا أن ارتفاع السكر لا يؤدي إلى الوفاة وأن الانخفاض قد يكون مسببا لها، مؤكدا أن الكشوفات بينت عدم تعرضه لأي إيذاء جسدي ولم يتضح للطبيب وجود أي كسور أو ضربات في جسده، وبحسب الطبيب المعاين فإن الجثة ظلت هامدة ما بين 18 - 24 ساعة. من جهة أخرى، توقع نائب مدير عام الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة سعيد الغامدي، وصول تقرير الطب الشرعي عن وفاة اليتيم محمد عبدالله اليوم، كاشفا عن تشكيل لجنة لكتابة تقرير مفصل عن حالة المتوفى في مسكنه وعن سلوكه وعن الإخوة معه في المسكن ومشرف السكن، ودراسة سلوكه بالكامل قبل الوفاة. وقال الغامدي: «إن هيئة الرقابة والتحقيق والجهات الأمنية الأخرى، تجري التحقيق القانوني في حالة الوفاة وكتابة تقاريرها عن ذلك، فيما نتولى نحن دراسة النواحي الاجتماعية والنفسية عن حالة الوفاة»، موضحا أن دفن الجثة لن يتم حتى استيفاء جميع الإجراءات ومنها تقرير الطب الشرعي عن حالة الوفاة. وبين أن الأيتام فوق 18 سنة، يتم إعطاؤهم كامل الحرية، والهدف من ذلك بناء شخصية اليتيم وتكوين علاقات مع المجتمع، للانخراط في الحياة، وكذلك وجود الأيتام في هذا السكن لم يكن بفكرة عشوائية بل لهدف اجتماعي، حيث تم التعاقد مع مختص لدراسة وضعهم النفسي والاجتماعي، وإخضاعهم لدورات تدريبية وتربوية لتطوير القدرات الذاتية لديهم. ونفى الغامدي اختفاء اليتيم محمد عبدالله ثلاثة أيام العيد، مؤكدا أنه ذهب مع زملائه والمشرفين في رحلة إلى المدينة المنورة في آخر رمضان، وكان يعاني من «السكري» وغير متقيد بتعليمات الطبيب والبرنامج العلاجي المطلوب من مريض السكري بحكم صغر سنه وبرغم تنبيهات زملائه والمشرفين عليه بهذا الخصوص، وقد عانى نوبة ارتفاع للسكر بعد عودته ليلة العيد، وتم نقله إلى أحد المستشفيات الخاصة، لتلقي العلاج لكنه خرج على مسؤوليته. وأوضح أن اليتيم المتوفى تناول وجبة الإفطار صباح العيد مع زملائه ومدير السكن، وبقية المشرفين، وطلب منه مدير السكن أن يسكن مع أحد زملائه بدلا من مكوثه في غرفته وحيدا، لا سيما أن وضعه الصحي لا يسمح ببقائه وحيدا خوفا عليه من نوبات السكري، لكنه رفض وأصر على أن تكون له غرفته الخاصة، وأنه كان موجودا في اليوم الأول، وفي اليوم الثاني في غرفته ورفض الخروج منها، وتم الاتصال على هاتفه أكثر من مرة ولكنه لم يرد، وبعد صدور رائحة من غرفته تم الاتصال بالشرطة والدفاع المدني.