النجاح في الحياة والعبقرية الحقيقية لا يتطلبان منك أن تكون ناجحا في دراستك وحاصلا على أعلى الدرجات كما أن الموهبة والعبقرية ليسا حكرا على فئة معينة من البشر، فكل إنسان مهما كان مقدار ذكائه موهوب وعبقري في شيء ما، لكن يجب عليه أن يكتشف أين تكمن عبقريته. وحين يعرف المجال الذي يريده ويركز عليه بالتدريب المستمر، سيجد من حوله وفي فترة وجيزة مبهورين بعبقريته، يقول البطل العالمي محمد علي كلاي: كرهت كل لحظة في التدريب ولكني كنت أقول في كل مرة: (لا تستسلم اتعب الآن وستصبح بطلا طول حياتك)، وهذا ما حدث له بالفعل ما زلنا نذكره ونذكر بطولاته رغم ابتعاده عن منصات التتويج من زمن. الرسام العالمي بيكاسو الذي بيعت لوحاته بالملايين، ورغم موهبته إلا أنه لم يركن إليها. تقول إحدى السيدات التي قابلته يوما وطلبت منه أن يرسم لها صورة؛ فرسمها في أقل من 30 ثانية وقال لها: سيدتي، احتفظي بها، فبعد أعوام ستباع بالملايين. فاعترضت على كلامه بقولها: لكنك رسمتها في ثوان معدودة؟ أجابها نعم، ولكنني احتجت للمران 30 عاما حتى أرسمها بهذه الصورة والسرعة. وزيادة على ذلك يجب أن يكون لديك خيال واسع وطموح لا حد له، سعيك للكمال فيما تصنعه أحد الطرق للتفوق والعبقرية فلا ترضَ بالقليل، انظر إلى ستيف جوبز أحد عباقرة هذا الزمان الذي قاده هوسه نحو الكمال إلى التدقيق في التفاصيل الخفية لمنتجات "أبل" ما جعل شركته تتصدر الشركات بلا منازع، المبدع هو من يعمل بشغف ولا يترك للتفاصيل الدقيقة مجالا أن تفلت من يده لأنها ستكون يوما ما سر تفرده ومكاسبه. لنعد للساحر وصانع عبقريته ستيف جوبز وجملته الخالدة: "لا تقلق، أنا متأكد أنك ستستطيع القيام بذلك" يقولها لكل من أتاه مترددا أو خائفا من فشل ما يقوم به هذا يشعرهم بإيمانه بقدراتهم فترتفع معنوياتهم، لم يكن يترك لهم فرصة للتفكير في الفشل أو التردد فأوجد منهم صناع المستحيل وتفوقت منتجاتهم عالميا. لا شيء مستحيل مع الإصرار والتحدي فاحترام أينشتين لإسحاق نيوتن وعلمه ونظرياته لم تمنعه من تحدي نظرياته وأفكاره ليأتي لنا بالنظرية النسبية فيما بعد، ويصبح أحد أعظم العباقرة على مر التاريخ. إنها القدرة على الإبداع والخروج عن المألوف والتفكير خارج الأطر التي يحبسونك داخلها لتكن أنت أينشتين آخر فليس شرطا لتكون عبقريا أن يكون معدل الذكاء لديك عاليا.