لندن: «الشرق الأوسط» تأهل تشيلسي الإنجليزي وريال مدريد الإسباني إلى الدور ربع النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم إثر فوز الأول على ضيفه غلاطة سراي التركي 2 - صفر في لندن، والثاني على ضيفه شالكة 3 - 1 بمدريد في إياب ثمن النهائي. ولحق ريال مدريد وتشيلسي، بطل مسابقة الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) في الموسم الماضي، ببايرن ميونيخ حامل اللقب، وأتليتكو مدريد وبرشلونة الإسبانيين وباريس سان جيرمان الفرنسي. على ملعب ستامفورد بريدج، انتزع تشيلسي فوزا ثمينا ومستحقا 2 - صفر على غلاطة سراي وحجز أول بطاقة لفريق إنجليزي في ربع النهائي. وأعاد تشيلسي البسمة إلى الجماهير الإنجليزية التي شعرت بخيبة أمل عقب خروج آرسنال ومانشستر سيتي على يد بايرن ميونيخ الألماني وبرشلونة الإسباني الأسبوع الماضي. وحسم تشيلسي، الذي خاض المباراة رقم 100 على أرضه في البطولات الأوروبية، النتيجة في الشوط الأول بهدفي النجم الكاميروني صامويل إيتو في الدقيقة الرابعة وغاري كاهيل في الدقيقة 42. وكان تشيلسي قد انتزع تعادلا غاليا بنتيجة 1 - 1 في لقاء الذهاب الشهر الماضي ليفوز في مجموع مباراتي الذهاب والعودة 3 - 1. وقال جوزيه مورينهو مدرب تشيلسي عقب اللقاء: «نحن ناد لدوري الأبطال.. نحن بين أفضل ثمانية فرق في العالم، ويستحق اللاعبون الوجود هنا». وأضاف: «في الموسم الماضي كانت كأس الأندية الأوروبية مستوى آخر، لكن من المهم بالنسبة للاعبين والنادي أن تأتي من تلك النقطة إلى دور الثمانية في دوري الأبطال». وفاز تشيلسي بكأس الأندية الأوروبية في مسابقة المستوى الثاني للأندية بالقارة الموسم الماضي تحت قيادة رفائيل بينيتيز بعد خروجه من دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا. وشهدت المباراة عودة مخيبة للآمال للعاجي ديدييه دروغبا إلى ستامفورد بريدج معقل فريقه القديم. وتلقى دروغبا ترحيبا حارا من الجماهير قبل انطلاق المباراة وعانق مورينهو، لكنه لم يكن له أي تأثير يذكر في الملعب، حيث خرج الزوار من البطولة دون أي خطورة على مرمى بيتر تشيك. وقال مورينهو عن أداء دروغبا: «أعتقد أن الأمر كان صعبا عليه بالنظر للطريقة التي لعب بها فريقنا.. إذا كنت مهاجما والفريق ليس في مستواه، فستكون رجلا وحيدا، أعتقد أنه لم يستطع أن يفعل الكثير.. في رأيي، غاري كاهيل وجون تيري قدما أداء رائعا للحد من خطورته. لقد سيطرنا على المباراة بطريقة جيدة جدا لدرجة أننا لم نستطع رؤية ديدييه في الأماكن الخطيرة». وغابت الانتصارات عن غلاطة سراي في ثماني زيارات سابقة لإنجلترا؛ إذ تعادل في ثلاث وخسر خمس مرات. وأسكت هدف إيتو المبكر مشجعي غلاطة سراي الذين شجعوا فريقهم بحرارة في الجزء المخصص لهم باستاد ستامفورد بريدج، وبقي تشيلسي مسيطرا بفضل خبرته الكبيرة في الشوط الأول المليء بالركلات الحرة. وكان الهدف الثاني بريطانيا خالصا؛ إذ سدد تيري برأسه بعد تمريرة من لامبارد، وبعد أن تصدى الحارس موسليرا للكرة عاد قلب الدفاع الآخر كاهيل ليصوبها في سقف المرمى. وعلى الجانب الآخر، لم يكن دروغبا وحده خارج مستواه، بل كان أداء الفريق التركي بشكل عام مخيبا، حيث لم يطلق أي تسديدة على مرمى تشيلسي طيلة المباراة. وعلق الإيطالي روبرتو مانشيني مدرب غلاطة سراي قائلا: «لعبنا بطريقة سيئة جدا، كان تشيلسي هو الفريق الأفضل واستغل الفرص التي أتيحت له. من المستحيل التسجيل بتسديدة واحدة على المرمى. نحتاج إلى الكثير من الخطوات لنصبح فريقا أفضل». وعلى ملعب سانتياغو برنابيو، جدد ريال مدريد الساعي إلى لقب أول منذ 12 عاما وعاشر في تاريخه في هذه المسابقة، فوزه على شالكة بالصف الثاني باستثناء بعض الأسماء الكبيرة 3 - 1، بعد أن بسط سيطرته شبه المطلقة في النصف الأول من الشوط الأول وطوال الثاني. وكان ريال مدريد قد سحق نظيره الألماني 6 - 1 في لقاء الذهاب الذي جرى بمدينة جيلسنكيرشن الشهر الماضي، ليفوز 9 - 2 في مجموع مباراتي الذهاب والعودة. وهذا أكبر انتصار في مجموع مباراتين يحققه ريال في دوري الأبطال بعدما تغلب على أبويل نيقوسيا 8 - 2 في موسم 2011 - 2012، وأصبح ثالث ناد إسباني يصعد إلى دور الثمانية، بعدما سبقه كل من برشلونة وأتليتكو مدريد. ولم يخسر ريال في 31 مباراة بجميع المسابقات منذ هزيمته في دوري الدرجة الأولى الإسباني أمام برشلونة في أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو سيواجه غريمه التقليدي في نهائي كأس ملك إسبانيا أيضا الشهر المقبل. ويسعى ريال، أغنى أندية العالم، لبلوغ الدور قبل النهائي للمرة الثالثة على التوالي، كما يتطلع لإحراز اللقب العاشر في تاريخه الذي يراوغه منذ تتويجه للمرة الأخيرة عام 2002. وافتتح ريال مدريد التسجيل في الدقيقة 21 عبر نجمه كريستيانو رونالدو من متابعة لتمريرة زميله الويلزي غاريث بيل قبل أن يتعادل تيم هوغلاند لشالكة في الدقيقة 31 لينتهي الشوط الأول بالتعادل 1 - 1. وفي الشوط الثاني انحصر اللعب في منتصف الملعب، حيث لم يرغب لاعبو ريال مدريد في بذل المزيد من الجهد، خاصة أن الفريق مقبل على مواجهة من العيار الثقيل أمام غريمه التقليدي برشلونة يوم الأحد المقبل، قبل أن ينتفض الفريق مجددا في ربع الساعة الأخير ليحرز هدفين عن طريق رونالدو وألفارو موراتا في الدقيقتين 75، 76، ثم تبارى لاعبو الفريق في إهدار الفرص تباعا لتنتهي المباراة بفوز سهل للفريق الإسباني. وعزز رونالدو موقعه في صدارة هدافي البطولة بعدما رفع رصيده إلى 13 هدفا، متقدما بفارق ثلاثة أهداف عن أقرب منافسيه السويدي زلاتان إبراهيموفيتش مهاجم باريس سان جيرمان. وقال الإيطالي كارل أنشيلوتي مدرب الريال: «وجود ثلاثة فرق في دور الثمانية أمر جيد لكرة القدم الإسبانية ويظهر أنها في حالة جيدة.. سندخل مباراة القمة الإسبانية في حالة جيدة، ونحن متحمسون للغاية بشأن الكلاسيكو، والفريق مليء بالثقة والحافز». ودفع أنشيلوتي بأربعة فقط من لاعبيه الأساسيين الذين شاركوا في لقاء الذهاب أمام شالكة في مباراة الإياب. وبدأ خيسي رودريغيز رويز في الأمام بجانب رونالدو وزميله في منتخب إسبانيا تحت 21 عاما موراتا، لكنه غادر الملعب في الدقيقة الثامنة محمولا على محفة بسبب إصابة خطيرة في الركبة عقب اصطدامه بمدافع شالكة سياد كولاسيناتش. وقال أنشيلوتي: «لقد صادفه حظا سيئا، وكلنا في ريال مدريد نشعر بالأسى لأننا فقدنا لاعبا شابا يبلي بلاء حسنا هذا الموسم». في المقابل، تفادى شالكة صاحب المركز الثالث في دوري الدرجة الأولى الألماني هزيمة ثقيلة أخرى وسيعود إلى قواعده من أجل التركيز على نيل مكان مؤهل لدوري الأبطال الموسم المقبل. وقال ينس كيلر مدرب شالكة: «كل من شاهد المباراة رأى أننا كنا أفضل كثيرا من لقاء الذهاب. لم نخرج بالتعادل بسبب خطأين فرديين، لكني سعيد بالأداء رغم كل شيء، وأعتقد أننا استعدنا كرامتنا». وأضاف: «رونالدو لم يصبح أفضل لاعب في العالم من فراغ. قدراته غير عادية ولعب الدور الأهم لقلب النتيجة في الشوط الثاني». وقال رالف فيرمان حارس شالكة: «أظهرنا شخصية جيدة في الشوط الأول بالنظر إلى أن نتيجة المباراة كانت قد حسمت بالفعل. الهدف الذي تقدموا به 2 - 1 كان نتيجة حظ سيئ، وبعدها انتهت المباراة بالنسبة لنا».