الحديث عن مسيرة الأهلي فيما قبل إجازة الشتاء وما بعده حديث التناقضات ما بين الأستياء والأمل في تجاوز كبوات المرحلة السابقة وعديد الإخفاقات التي بدأت منذ الأسابيع الأولى لمرحلة الذهاب لدوري جميل وعجلت برحيل التقني البرتغالي جوزيه جوميز وإعادة السويسري كريستيان جروس صاحب الثلاثية التاريخية في الموسم السابق. وبما أن مرحلة جوميز أصبحت من الماضي فلن أتوقف عندها كثيرا .. بصفه عامة فإن ( الإدارة ، المدرب ، اللاعبين ) هم أضلاع النجاح الرياضي على مستوى الأنديه تحديدا ( المنتخبات موضوع آخر ) ولهذا فسأتناول هذا الأطراف الثلاثه وبنسب متفاوتة .وتاثيرها على مسيرة الأهلي خلال المرحله الماضيه من عمر الدوري. الإدارة : على غير العاده فوجأت جماهير النادي ولاعبيه بتقديم الرئيس الذهبي مساعد الزويهري استقالته بعد موسم تحققت فيه العديد من الإنجازات أبرزها ثلاثية تاريخية لفريق كَرة القدم وهذه الاستقاله التي دار حولها الكثير من الكلام استقال ؟ أم ( أجبر على الاستقاله ؟؟ ) بفعل ضغوط مراكز القوى داخل النادي. هذه الاستقاله التي ألقت بظلالها على استقرار العمل الإداري المواكب لفريق كرة القدم .. لكن الأمانه تحتم الاشارة إلى عجز الإدارة السابقة عن تقدير احتياجات الفريق الفنية بصوره سليمة وهو ما ظهر بشكل واضح من خلال تواضع أدائها في فترة الانتقالات الصيفية مع إدراكها بأن الموسم سيكون مختلف عن السابق من حيث المنافسة على البطولات سواء المحلية أو الآسيوية . بالإنتقال إلى الرئاسه الحاليّة فأن أقصى ما يمكن الاشارة إليه هو عجزها عن انتشال الفريق من الحاله الذهنية والنفسية السيئة التي ظهر علبها اللاعبين في العديد من المباريات ويبقى تقييم أدائها محكوم بنهايه الموسم بشكل عام و لنشاطها خلال الفترة الشتويه بصفه أولية أضافة إلى الشهور المتبقية على نهاية الموسم . المدرب : أشرت بأن النتائج المخيبة والمستوى السيء الذي قدمه الفريق عجلت بعودة جروس ويبقى السؤال هل حققت هذه العودة الأهداف المرجوة ؟ قبل الإجابه أودّ التاكيد على أن مدرب كرة القدم يستمد مكانتة الفنية من ثلاثه عناصر رئيسيه الإعداد للمباريات ، اختيار التشكيل المناسب ، بث روح الإنتصار لدى اللاعبين ، بوجهة نظر شخصية أعتقد أن جروس اخفق بشكل او بأخر في تحقيق نقله نوعية مختلفة عما شاهدناه مع جوميز . على مستوى الأرقام سجل الفريق مع جروس 28 هدف في 11 مباراة بواقع 2.5 للمباراة الواحدة وهي نسبة لا تختلف كثيرا عن معدل الأهداف مع جوميز 8 أهداف من أربع مباريات بواقع هدفين للمباراة الواحدة مع الأخذ في الاعتبار أن الفريق مع جروس خاض مباريات أكثر 11مباراه مقابل 4 لجوميز .. وهذه ميزه لم تتاح لجوميز ،اما على صعيد النقاط والمواجهات المباشرة مع الخصوم خسر جروس مباراتين أمام أهم المنافسين على البطولة ( النصر 0-1 ، الهلال في جدة 1-2 إضافة إلى خسارة أخيرة أمام الاتحاد ( كأس ولي العهد ) بينما كان الفوز على الفرق ( الأضعف ) وبعد معاناة في مرات عديدة. فنياً أستطيع أن أعنون فترة جروس بمرحله تذبذب المستوى الفني، فلا يوجد مبارتان متتاليتين قدم فيها الفريق مستوى فني ثابت وعلى مستوى عالي بل الأسوء هو مشاهدة حالة تذبذب المستوى على مدى شوطي المباراة الواحدة . أخطاء جروس في الإعداد للمباريات ظهرت في عدم قدرته على إيجاد الحلول لمشاكل الدفاع المزمنة هذه الأخطاء منحت هذه الخط لقب أضعف خطوط الفريق بقبول 16 هدف في مقابل 11 ، 10 أهداف سجلت في مرمى الهلال والاتحاد على التوالي ( الفرق الضعيفه دفاعياً فرصها أقل في الفوز ) إضافة إلى مشاكل خط الدفاع فقد أخفق جروس وعلى مدى 80 يوما تقريباً ( فترة توليه مسئولية الفريق ) في إيجاد خط وسط قادر على أداء واجباته الدفاعية والهجومية على حدٍّ سواء ،وأخص بالذكر منطقة المحور التي عانت كثيرا وكانت أحد الأسباب في تلقي الفريق لأهداف عديدة .. بأستثناء عمر السومة وعبدالفتاح عسيري وفيتفا في أخر ثلاث مباريات تحديدا ، قدم أغلب لاعبي الوسط الهجومي مباريات مملة إلى حدٍّ كبير ( بطئ وعجز عن فرض السيطرة على منطقة الوسط وجمود على مستوى الهجوم ) لاعبين غير قادرين على المبادرة وتنويع طرق اللعب والوصول إلى منطقة دفاع المنافسين بسهولة وكثرة . إجمالاً ،أعرف أن هبوط مستوى لاعب او لاعبين قد تكون مشكله خاصة باللاعب لكن تدني المستوى لأغلب اللاعبين فالمشكلة حتماً فنية ( المدرب ) أو إدارية وربما الاثنتين معاً ،فعلى المستوى المعنوي فإن روح الانهزامية واللامسئولية والبرود التي ظهر بها اللاعبون مرات عديدة توضح قصور جروس وجهازه الفني والإداري في هذا الجانب ، الصراع على الكرة خلال المباراة حاله نفسية ومعنوية قبل أن تكون بدنية وفنية وهذا ما كان غائبا باستمرار إلا في حالات محدودة للتدليل على دور المدرب في هذا الجانب والكلام هنا للإيفواري ديدييه دروجبا بأن الروح العالية التي زرعها مورينيو لدى لاعبي تشيلسي وصلت إلى مستوى استعداد اللاعبين للقتال في الملعب ،ولا أطالب إلا بأكثر من الإحساس بالمسؤولية من قبل اللاعبين،و دور أكبر للجهازين الفني والإداري في هذا الجانب المهم . الكلام عن القدرات الخاصة للمدرب تقودنا إلى عنصر آخر وهو إدارة المباريات،وأعتقد ومعي الكثيرون أن جزء كبير من التميز بين المدربين يأتي من خلال هذه الخاصية وإيجاد الحلول التي قد يواجهها الفريق خلال المباراة وسأكتفي بحالتين الأولى ظهرت بأستمرار من خلال المباريات وهي سيطرة المنافسين على منطقه الوسط وضعف منطقة العمق ممثله بقلبي الدفاع أو لاعبي الارتكاز وهو ما شكل خطورة متكررة على مرمى أحمد الرحيلي والحالة الثانية من خلال مباراة الاتحاد في نصف نهائي كأس ولي العهد .. كان واضح فإضافة إلى أخطاء التشكيل من خلال اللعب بلاعب ارتكاز واحد ( باخشوين ) في مواجهة القوة الهجومية للاتحاد المتمثلة في ( كهربا ، المولد ، العكايشي ) ،ونقطة أخرى كان واضح تركيز سييرا ولاعبيه على جهة عبدالشافي بتواجد ثلاثي هجوم الاتحاد لشن الهجمات بالتناوب إضافة إلى تقدم فهد الأنصاري ،فعلى مدى 45 دقيقه لم يقوم جروس بأي ردة فعل لغلق هذه الجهة وهو ما أسفر عن تسجيل الاتحاد لهدفين مستغلين هذا الفراغ .. برغم أن الحل لا يستدعى سوى إعطاء تعليمات لأحد لاعبي الوسط بالعوده الى الخلف ومساعدة شيفو. اللاعبون : بقدر ما يتحمل مسؤولية المستوى المتذبذب والسيء الذي ظهر به الفريق خلال الفترة السابقة الجهازين الفني والإداري فإن اللاعبين يتحملون جزء مهم من هذه المسؤولية وعلى قدم المساواة إن لم يكن أكثر حالة البرود وعدم الإحساس بالمسؤولية وهبوط المستوى الفني للاعبين بعينهم كان السمة البارزة خلال الفترة الماضية فلا يوجد مبرر مقنع للاعب كرة قدم يمنعه من الدفاع عن مرماه لقطة عند فقدان الكرة. هدف الاتحاد الثاني كرة من الجهة اليمنى بإتجاه كهربا الذي أستلم وسدد تحت أنظار بلغيث الذي اكتفى بالمراقبة من على بعد 12 ياردة تقريباً مع التاكيد على عدم تواجد أيا من لاعبي الاتحاد داخل منطقة جزاء الأهلي يُستدعى عدم التقدم والضغط بإتجاه كهربا على رأس منطقة الجزاء تجاه الجانب الأيسر ،نفس الشيء ينطبق على العديد من اللاعبين الذين لم يقدموا الإضافة للفريق أمثال محمد أمان ، فهد حمد ،كردي ،مروان بصاص . لويز كارلوس ، فيتفا قبل الصحوه الأخيرة. -إذا كان هناك من إشادة فهي على وجه الخصوص فالمعنيون بها تحديدا أحمد الرحيلي الذي تحمل مسؤولية الدفاع عن المرمى وقدم مستويات جيدة ومبشرة بحارس واعد،ولاعب آخر عبدالفتاح عسيري الذي قدم مستويات جيدة في أغلب الأوقات التي شارك فيها ما بين لاعب بديل وأساسي ،فهذه المستويات الجيدة توجت باستدعائه للمشاركه في معسكر المنتخب الاول . وأخيراً المكسب القديم الجديد عمر السومة متصدر هدافي الدوري بـ 16 هدف وبإجمالي 62 هدف في مجموع مشاركاته في بطولة الدوري ..وبنسب أقل من الإشادة تيسير الجاسم ، محمد عبدالشافي ، المؤشر ، عواجي. الأمل الذي أشرت إليه في البداية مصدره الثقة في قدرة الإدارة على الحركة في الفترة الشتويه لتدعيم الفريق بالعناصر المطلوبة لمعالجة مشاكل الدفاع والوسط تحديدا مستمدة القدرة على هذه الحركة من خلال الدعم اللامحدود المقدم من قلب الأهلي النابض الرمز الأمير خالد .. الأمل في أن تكون فترة التوقف فرصة للجهازين الفني والإداري واللاعبون للمراجعة والتقييم الصحيح وإعادة الفريق إلى مستواه الحقيقي الذي يلبي طموح جماهيره ومنتسبيه .. الأمل كذلك في رؤية نهاية سعيدة لموسم كروي مثير ومتعدد الجبهات محلياً وقارياً وكل شتوية والجميع ملوك في حب الملكي .