×
محافظة المنطقة الشرقية

‫ الوطنية التونسية للموسيقى تحيي ثاني حفلات مهرجان البحرين الدولي للموسيقى‬

صورة الخبر

إنها لقمة في السذاجة ممزوجة بنكهة بسيطة من الغباء بأن نزرع داخل رؤوسنا الكبيرة و بمكنون عقولنا صورة لمجموعة من أحرف بريئة و صادقة جمعت لتشكل كلمه طفل , بأنه كائن مجرد من الإنسانية و من المشاعر و من الألم , وتكفينا كلمة (غدا سينسى) نطبطب بها على ذنب اقترفناه في حق هذا الكائن بدافع مشاكل تخص الذات ,أم مرورنا يومها بمطب من مطبات الحياة ,وإذ بنا نعنف و نضرب و نؤلمه جسديا و نفسيا من ثم يأتي ذلك الضمير بدوره ليؤنبنا أم يرقد معنا على نفس الفراش. عمري قد وصل السابعة و العشرين و لم أفهم بعد السبب الذي يدفع البشر يعتدون على طفل في عمر الورود، لم استطع بأن أقسي قلبي لوهلة قصيرة حين أشاهد على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لطفل بريء لم يفعل شيئا سوى امتلاكه لقدرات عقلية بسيطة أو إن أصححنا القول طبيعية لعمره, لم يستطع بأن يجب على سؤال تعجيزي بالنسبة له ليُضرب بالسوط أمام زملائه و يُشتم و يُركل من الأستاذ , وكان هذا المعلم الذي كاد يوما بأن يكون رسولا للأسف اختلق عذرا أقبح من ذنب ليخرج ضغوطات حياته و قروضه البنكية و مشاكله المنزلية على كاهل كائن ضعيف لا يسمح له بأن يئن من وجعه.. لم استطع أن أوقف دموعي عن السقوط حين مشاهدتي لحاضنة تضرب الأطفال الرضع و تطعمهم بملاعق كبيرة ممتلأه بنوبات متكررة و متتابعة ,و المشهد الاقسى حين يبكي أو يتحرك هذا الطفل حركة بسيطة فقط لكي يقاوم الموت على يداها تضغط بكفاها على مجرى تنفسه حتى يستسلم ,لا أدري لعلها على عجلة من أمرها لحضور زفاف بنت الجيران .. ماذا عن ممرضة تغسل طفل حديث الولادة تحت صنبور ماء شديد التدفق ممزوج بصابون و وقوفها دقائق و هي تضحك و تتحدث , وللأسف انتهى الأمر بانتهاء عمر هذا الملاك من قبل ابتداءه ..لعل هذا الطفل قدم إلى هذه الدنيا ليعيش حياة طبيعية كباقي الأطفال , يكبر و غرفته ممتلأة بشهادات الطب و الدورات ليصبح شخصا مهما ليوم .. لكن لم تعطه الحياة تلك الفرصة يومها. وأقول إلى هؤلاء الأساتذه أم الحاضنات أم الممرضات الذين أفنوا دهرا في القراءة و جمع الشهادات و الأوراق و تقديم عشرات الطلبات التي معظمها تم رفضها من الجهات المختصة, يمشون متعالين على الناس بأوراق علم وهمية,ألا ليتكُمُ تلتمسون بعضا من أخلاق و صفات هذا الطفل, يكفيه براءته, دموعه و ضحكته الصادقة,حنانه,ابتسامته المشرقة للناس المملوءة بشغف الحياة,صفاء النفس و صفاء النوايا , هذا الطفل ليس بحاجة إلى شهاداتكم و علمكم الذي حصدتموه فهو لديه أخلاق عالية بفطرة ربانية من خالقه,لكنه بحاجة لمسة حنونة منكم,عناق محب منكم, ضحكة أحدكم ,فقط, ونبقى آملين بأن يحاسب كل فرد قد ظلم طفلاً ,قد جرح طفلاً ولو بكلمة ,كل فرد أدمع طفلا و قهره في حياته ,وأتمنى من الله بأن يجرحهم و يقلب سواد و قسوة قلوبهم على أيامهم, ولا يروا الرحمة ولا الشفقة و لا التعاطف من أي أحد لحظة ضعف لهم, فهم لم يعطفوا و يشفقوا على أضعف كائنات الله في هذا الكون في يوم ... فاتقوا الله يا بشر حرام..هذا طفل فرح إبراهيم العبدالات