التغيير هو الإنتقال من حال إلى حال أخر كالإنتقال مثلا من السئ إلى الحسن او من الحسن إلى الأحسن والتغيير سنة كونية يجريها الله على هذا الكون . ومما لا شك فيه أن الإسلام قد أقر قاعدة التغيير وحث عليها سواء على مستوى الأفراد او الجماعات . قال تعالى( إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ) {الرعد:11}. إن التغيير أداة مهمة لتطوير ذواتنا ومجتمعاتنا نحو الأفضل ، فالتغيير قرار والوصول اليه يحتاج إلى عمل دؤوب و منظم ومستمر. يقول: العالم وليام جيمس ( إن الإنسان يمكن ان يغير حياته إذا ما استطاع أن يغير إتجاهاته العقلية ). إن التغيير لا يحدث إلاعندما ينبع عن قناعة داخلية بضرورة التغيير وأن يكون هذا التغيير تغييرا في الجوهر وليس في المظهر فقط فهو تغيير في العلم والمعرفة والفكر والثقافة. ولأنه تغيير فكر وثقافات وسلوك وممارسات حتما سيواجه وسيمر على صعوبات كبرى في البداية من خلال مراحله التي تبدا بمرحلة الإنكار من الكثيرين وممكن من الاقربين أيضا ، ثم تاتي مرحلة المقاومة لهذا الشي الجديد ثم مرحلة وضوح الصورة والإقتناع والقبول بها سواء على المستوى الفردي او المجتمعي وأخيرا تاتي مرحلة الالتزام والتطبيق . وهناك من يعتقد أن التغيير يحدث بشكل سريع وسهلةأيضا او أنه بمجرد التغيير تتحول حياتهم إلى الأفضل سريعا وهذا مفهوم قاصر. إن تغيير الأفراد نحو الأفضل هو الطريق الصحيح لتغيير المجتمع فإذا ما اراد أي فرد او مجتمع التغيير فعليه أن يغيير من نفسه وأحواله وأن يسعى إلى التغيير الإيجابي الذي يقوم على القيام بالواجبات وأداء الحقوق إتجاه الخالق أولا والنفس والذات ثانيا وجميع المخلوقات ثالثا. والإنسان في مجمل حياته دائما يسعى للتغيير لبلوغ الكمال البشري المامول لديه والأهداف المنشودة التي يتطلع اليها . إن رؤية المملكة 2030 رؤية حكيمة تتمحور حول قضية التغيير فيجب علينا أيضا السعي والتغيير ومواكبة العالم من حولنا فبقاء الحال من المحال والتغيير حاصل لامحالة ومن لم يغير من نفسه وحاله سيركب موجة التغيير وستغيره السنيين والأحداث. نحن أمة الإسلام أمة إقرأ ، فالتغير واجب علينا لكي نكون في الصدارة والريادة دائما وإنموذجا يحتذى به بين الامم. إن السعي للتغيير نحو الأفضل هو دليل الطموح والرغبة في تحقيق ما هو أفضل وأكمل للفرد والمجتمع.