قدّم سفير بريطانيا لدى الاتحاد الأوروبي إيفان روجرز استقالته بشكل مفاجئ قبل أقل من ثلاثة أشهر من بدء رئيسة الوزراء تيريزا ماي المفاوضات الرسمية بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد، وتحدث روجرز عن ضبابية الأهداف التفاوضيةبشأن طريقة الانفصال عن الاتحاد. وقال المسؤول البريطاني في رسالة إلى فريق عمله إن سلطات لندن تفتقر لمفاوضين ذوي خبرة، داعيا طاقم بعثة بريطانيا ببروكسل إلى تحدي التفكير المشوش بشأن طريقة الخروج من الاتحاد. وكان روجرز يختلف أحيانا مع مسؤولي الحكومة البريطانية بشأن موقفهم إزاء أوروبا وطريقة الانفصال عن الاتحاد. وقالت السلطات البريطانية في بيان لها إن روجرز الذي كان من المقرر أن يترك منصبه في أكتوبر/تشرين الأول 2017 استقال لإعطاء فرصة لتعيين خلف له قبل أن تبدأ ماي المحادثات الرسمية لانسحاب بريطانيا من الاتحاد بحلول نهاية مارس/آذار المقبل. بعثة بريطانيا ونشر موقع قناة "بي بي سي" البريطانية نص رسالة روجرز قال فيها إنه حتى أعضاء بعثة بريطانيا لدى الاتحاد لا يعرفون تفاصيل خطة لندن التفاوضية لمرحلة ما قبل الانسحاب من الاتحاد. وباستثناء الهدف العام الذي أعلنت عنه رئيسة الوزراء البريطانية أنها تريد إبرام أحسن اتفاق ممكن من الاتحاد لمغادرة بلادها المنظومة الأوروبية، فإن المسؤولة البريطانية لم تدل بتفاصيل عن أهدافها التفاوضية، مبررة ذلك بأنها لا تريد إضعاف موقفها بالكشف عن كل أوراقها. وقال مدير مركز الإصلاح الأوروبي تشارلز غرانت إن استقالة روجرز ستضعف قدرة ماي على التوصل لاتفاق جيد مع الاتحاد، موضحا أن المستقيل كان أحد القلائل في الحكومة البريطانية الذين يفهمون الاتحاد الأوروبي. وهذه ثاني استقالة لمسؤول بريطاني كبير بالاتحاد في أعقاب الاستفتاء الذي أجري في يونيو/حزيران 2016، إذ استقال جوناثان هيل من منصبه بصفته مفوضا أوروبيا لبريطانيا في الشهر نفسه.