حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من مغبة ضربة عسكرية اميركية الى سورية، وقال ان مثل هذا الإجراء قد يثير خطر اتساع نطاق الصراع الى ما وراء حدود ذلك البلد ويطلق موجة من الهجمات الارهابية. وكتب بوتين في صحيفة «نيويورك تايمز» مخاطباً الاميركيين ان هناك «أبطالاً قليلين للديموقراطية» في الحرب الاهلية التي تعصف بسورية منذ عامين ونصف العام «لكن يوجد عدد وافر من مقاتلي القاعدة والمتطرفين من جميع النحل يقاتلون الحكومة». وجدد تأكيدات من حكومته ودمشق بأن هجوماً بأسلحة كيماوية في 21 آب (اغسطس) تلقي الولايات المتحدة بالمسؤولية فيه على حكومة الرئيس بشار الأسد، هو على الارجح من عمل قوات المعارضة الساعية إلى اثارة تدخل خارجي. وقال: «توجد كل الأسباب للاعتقاد بأن الغاز السام لم يستعمل من جانب الجيش ولكن من جانب قوات المعارضة للتحريض على تدخل القوى العظمى الخارجية التي تدعمها والتي ستقف الى الجهة نفسها مع الاصوليين». وحذر بوتين من القيام بعمل عسكري من دون تفويض من مجلس الامن قائلاً: «يتعين علينا أن نتوقف عن استخدام لغة القوة». وأضاف ان «الضربة المحتملة من الولايات المتحدة ضد سورية على الرغم من معارضة دول كثيرة وزعماء سياسيين ودينيين بارزين بمن فيهم البابا، سينجم عنها مزيد من الضحايا الابرياء والتصعيد، وهو ما قد يوسع نطاق الصراع الى ما وراء حدود سورية». وتابع ان الضربة قد تؤدي الى «اندلاع موجة ارهاب جديدة والى إجهاض الجهود المتعددة لحل المشكلة النووية الايرانية والنزاع الاسرائيلي الفلسطيني والتسبب في المزيد من زعزعة الشرق الاوسط وأفريقيا الشمالية». ودعا فلاديمير بوتين الولايات المتحدة الى «انتهاز فرصة رغبة» سورية في تفكيك ترسانتها الكيماوية بناء على اقتراح موسكو، وقال: «يتوجب على الولايات المتحدة وروسيا وجميع اعضاء الاسرة الدولية ان ينتهزوا فرصة رغبة الحكومة السورية في وضع ترسانتها تحت المراقبة الدولية كي يتم تدميرها لاحقاً». وقال بوتين ان من المزعج ان يكون التدخل عسكرياً في الصراعات الداخلية لدول اجنبية أصبح «شيئاً عادياً» للولايات المتحدة. وأضاف: «هل هذا في مصلحة اميركا على المدى الطويل؟ أشك في ذلك. هناك الملايين حول العالم الذين ينظرون بشكل متزايد الى الولايات المتحدة ليس كنموذج للديموقراطية بل كدولة تعتمد فقط على القوة الفجة ونسج ائتلافات تحت شعار إما أن تكون معنا أو ضدنا». وقال بوتين انه يحتفظ بعلاقة عمل وعلاقة شخصية مع الرئيس الاميركي باراك اوباما «تتسم بثقة متنامية» وأضاف قائلاً: «أرحّب باهتمام الرئيس بمواصلة الحوار مع روسيا بشأن سورية».