هيض شجوني مقال الكاتب بجريدة الرياض الأستاذ أنور خواجي بعنوان ( إعلان وفاة الإعلام التربوي) ، وبما أن خواجي من خلال حديثه لم يكن حزينا على الوفاة بقدر ما هو حزين على الفترة التي أمضاها المجتمع ـ التربوي والتعليمي ـ ينتظر ساعة الشفاء . خواجي لم يندهش كما وصف حاله في مراسم العزاء ، وأنا كذلك لم أندهش لأنه ربما زاوية الرؤية مشتركة ، إذ نعرف مسبقا أن الإعلام التربوي مولد في ظروف خاصة ، يعيش على التنفس الصناعي منذ زمن ، ولن نطيل الالتفاتة إلى تلك الفترة ، فكل قصة وراءها سؤال كبير يقودها إلى محطاتها النهائية ، والدكتور العوفي بدوره لم ينفي خلو جسد الإعلام التربوي من الاعتلال في ظل عملنا الذي كنا نعتقد من ورائه أننا نمارس إعلامي تربوي ، لكن العوفي أثبت أن هذا الجزء ليس نهاية الحياة في إعلام الوزارة ، والدليل ما دشن في ملتقى جده للعلاقات العامة والإعلام من برامج تحت رعاية سمو الأمير خالد الفيصل وقيادة البروفيسور عبد اللطيف العوفي ، والسؤال الكبير في موت الإعلام التربوي الآن ـ من وجهة نظري ، لا أظنه لماذا مات الإعلام التربوي ؟ كون الجميع يعلمون أنه تعرض لوعكات صحية متتالية، لكن الأنسب أن نسأل : لماذا كنا نعتقد الحياة في هذا الجزء البسيط فقط الذي تبين لنا فيما بعد أنه لا يمثل إلا جزءا يسيرا من منظومة الإعلام ، خاصة إذا كنا نتحدث عن ممارسات إعلامية بمفهومها الواسع ؟ ثم ما شأن من يبكون على الأطلال ، وهم يعلمون أن الوضع الصحي للإعلام التربوي متأزم ؟! .. أسئلة كثيرة تحت هذا الإطار، ولكن دعونا نفكر من زاوية أن الذين حاولوا النهوض بالإعلام التربوي لم يكن لديهم غرض سوى الوصول به إلى القمة ، لكننهم لم يكونوا متخصصين في داء الكساح الذي يصيب الساقين ! فكانت النتيجة أن لم يتبين لهم تقوس قدمي الفقيد ـ رحمه الله ـ إلا بعد أن بدأ خطوات السباق واحتاجت الوزارة إلى سند قوي لنقل استراتيجياتها العملاقة على شاشات الرأي العام ، وهنا نعتب على أنفسنا أننا أطلنا الوقوف على أبواب العيادات الغير متخصصة ؛ تعشما في أن تبرئ العلة ! لا أعتقد الملتقى الإعلامي الثالث بجدة كان منبرا لإعلان وفاة الإعلام التربوي فحسب بل كان يحمل أيضا رسالة واضحة أن المساحة التي كنا نعيشها تحت مسمى ومفهوم الإعلام التربوي في الفترات الماضية لم تعد تفي الآن بمطالبنا كوزارة تطمح أن يكون إنسان هذا الوطن منافسا عالميا حتى لوكان الإعلام التربوي صحيحا معافى ، بل وكان في طيات تلك الرسائل أيضا أن صورة ( أبيض ، وأسود ) التي كان يبثها تلفاز الإعلام التربوي لم تعد تستقبلها أجهزة التلفزة الحالية في زمن أصبح الطالب يقلب فيه العالم بأصبعه من خلال الأجهزة الذكية ؛ فكانت كل كلمة في ملتقى جدة تحمل بشرى ما بين إعلام جديد وإعلام جماهير ومنابر إعلامية تخص الوزارة ورؤى مستقبلية تراهن على أن إعلام الوزارة في 2015 سيكون بشكل مختلف تماما من اللطف الخفي أن لم تنزل مصيبة إلا تنزل معها السكينة ، فلم نكد نمسح دموع فراق الإعلام التربوي ـ عليه شآبيب الرحمة ـ إلا كانت بشائر الخير بولادة صحيفة ( وات ) التي ربما ستكون في المستقبل نواة عمل كبير يفخر بها الوسط التربوي ويعوض بها السنين العجاف التي عصفت بالتربية والتعليم وهي تبحث عن منبر إعلامي لنشر أخبارها وبرامجها . مفاجأة لكم يا حبايبنا اﻹعلام التربوي لم يمت والذي مات هو المفهوم الخاطئ الذي كنا نجري وراءه لﻹعلام التربوي ، وأبشركم أنه حي يرزق ولكن هذه المرة قرر ألا يتصدر المجموعة وفضل ان يعمل إلى جانب مجموعة من البرامج ، والقادم احسن بإذن الله. رابط الخبر بصحيفة الوئام: إلى جنة الخلد يا إعلامنا التربوي