×
محافظة المنطقة الشرقية

شرطة «الشرقية» تبيع 782 سيارة محجوزة لصالح «أموال القاصرين»

صورة الخبر

ممثل مصري يغوص عميقا في مكنون شخصياته أمضى محمد فرّاج ما يقرب من عشر سنوات على خشبة المسرح في تجارب شبابية عديدة، قبل أن يعرف طريقه إلى عالم الدراما والشهرة الفنية في السنوات الخمس الماضية، عقب مشاركات بارزة في التلفزيون والسينما في مصر إلى أن أصبح اليوم أحد النجوم الشباب الذين يتربعون على عرش البطولات الفردية أو الجماعية، ويدين بالفضل للمسرح الذي ينمي لدى الممثل قدرته على تجسيد كل الأدوار. العربهشام السيد [نُشرفي2017/01/04، العدد: 10502، ص(16)] محمد فراج في كواليس مسلسل سقوط حر محمد فرّاج، ممثل مصري شاب، جذب إليه الأنظار بشدة في شهر رمضان الماضي، من خلال تقديمه لثلاثة مسلسلات دفعة واحدة نالت إعجاب الجمهور، وهي “الميزان”، من تأليف باهر دويدار وإخراج أحمد خالد موسى، و”سقوط حر” تأليف مريم ناعوم وإخراج شوقي الماجري، و”بنات سوبر مان” للمخرج حسام علي. وشارك في أفلام “هيبتا.. المحاضرة الأخيرة” لمخرجه هادي الباجوري، و”خانة اليّك” لأمير رمسيس، ثم كانت البطولة له في الفيلم الكوميدي “قط وفار” للمخرج تامر محسن، وأخيرا فيلم “الماء والخضرة والوجه الحسن”، للمخرج يسري نصرالله. لا يكف فرّاج عن السعي إلى الكمال الفني وامتلاك أدواته التمثيلية لأن ضميره المهني لم يصبه الغرور أو التراخي، لذلك يحرص على مشاهدة أي عمل له عدة مرات، لتقييم نفسه في كل مشهد وملاحظة ما كان ينقصه ومحاولة الاستفادة من الأخطاء لتفاديها مستقبلا، دون الارتكان إلى عبارات مثل “فعلت كل ما كان يجب أن يكون”. حصد محمد فرّاج جائزة أفضل ممثل في دور ثان عن فيلمه “قط وفأر” في فعاليات الدورة العشرين من المهرجان القومي للسينما المصرية، ورغم أنه رفض الإفصاح عن التفاصيل إلاّ أنه يستعد حاليا، لمشاركة أحمد السقا في بطولة مسلسل “عكس عقارب الساعة”، من تأليف محمد سليمان عبدالمالك وإخراج أحمد خالد موسى، وسوف يعرض في رمضان المقبل. قال محمد فرّاج في حواره مع “العرب” إنه يحرص بشدة على اختيار أعماله، ومنذ بدايته في العمل الفني، كان دائما ضد فكرة الانتشار أولا أو تقديم أعمال سطحية سعيا وراء المال أو الشهرة، مؤكدا أنه يحاول دائما أن يؤسس لتاريخه ووجوده بأعمال قوية من حيث تأثير الدور، وعمق الشخصية في الأحداث، وبعيدا عن الاختيار، فهو كما قال “أبحث عن التنوع والاختلاف”. لدى فرّاج سحر خاص في العمل الدرامي يكمن في تقديمه للشخصيات بمختلف أشكالها وقصصها وحيواتها، كما أن متعة التمثيل بالنسبة إليه تكمن في كيفية الدخول إلى تلك الشخصيات من خلال ما يسبق التجسيد من تحضيرات وقراءة مستفيضة. ويقول لـ”العرب”، “أُفضّل دائما الغوص في أعماق الشخصية لكشف كل جوانبها والمدخل المناسب لها، إذ يجب احترام الشخصية ودراستها، بالضبط كمن يرسم لوحة فنية، وأبذل قصارى جهدي للعبها وتجسيدها أمام الكاميرا”. الشراكة الفنية العربية منفعة ثقافية وتجارية، ومطلوبة للتقريب بين شعوب لها ثقافة واحدة وإن اختلفت الجزئيات تميزه جاء من قدرته التمثيلية الكبيرة وإتقانه لكل شخصية يجسدها، والانتقال من دور إلى آخر بنضج وحرية دون أي تكرار لأدواره، فدوره كطبيب نفسي في مسلسل “سقوط حر” في شخصية “الدكتور وليد مهران”، كان المرة الأولى التي يقدم فيها نموذج الطبيب النفسي، رغم أنه لم يتخصص في الطب النفسي، لكنه قدم فيه مجهودا واضحا لجعل الشخصية تبدو حقيقية. ويوضح أن القراءات في علم النفس ومضمون النفس البشرية من الأشياء المحببة إليه، في محاولة للاستفادة منها في أعماله الفنية، لأن هناك دائما علاقة بين علم النفس والشخصيات التي يجسدها الممثل. وتلك القراءة، جعلته يقدم شخصية “علي الروبي” في مسلسل “تحت السيطرة” وهي شخصية مركبة بين حالة العاشق والمدمن بأبعادها الكاملة على الصعيد النفسي والفكري والجسدي، وتعامل من خلالها مع قضية حساسة، هي المخدرات وأثرها على الشباب، وفي دور “محسن عبدالتواب” في مسلسل “الميزان” أبرز حالة الصراع بين الخير والشر، وبين الجريمة والثواب والعقاب وبين الحب وقسوة الحياة وتضحياتها. فرّاج لا يقتنع بما يسمى بالفن الواقعي، لأن الفن في النهاية لن يخلو من مساحة للخيال مع مخاطبة العقل والروح لدى المشاهدين، ففي قناعته أن الفن صناعة مرنة، بمعنى أن الخيال العلمي يحتوي على واقع، وأيضا فإن تجسيد الواقع المجتمعي قد يقبل خيالا علميا. وحول ما إذا كانت لديه القدرة على اختيار أدواره دون أن تفرضها معايير المحسوبية أو غيرها، يوضح لـ”العرب” أن الممثل سلعة متاحة أمام الجميع، والاختيار لديه ليست له حدود، لكنه يحسم تلك الإشكالية بأنه بعد الاستقرار على الشخصية يعكف الممثل على وضع التفاصيل الخاصة بها، ما يعني تحويلها إلى لحم ودم ليراها المشاهد على الشاشة فيجد فيها غايته. وفي ما يتعلق بالشكوى الدائمة لصناع الفن، بشأن الافتقاد إلى مؤلفين أو أفكار جديرة بالإنتاج، يشير فرّاج بقوله “هناك تحسن واضح في مستوى الكتابة، لكن هذا لا يعني أنني كنت أراها غير ذلك، فالصناعة السينمائية بشكل عام عانت من المشكلات خلال السنوات القليلة الماضية، ولكني متفائل بالمستوى العام الموجود حاليا من حيث جودة الصورة والإخراج والكتابة وغيرها”. ويرى الفنان الشاب في الشراكة العربية المنتشرة مؤخرا في الوسط الفني منفعة ثقافية وتجارية، لأن مصر والعرب يحتاج كل منهما إلى الآخر نظرا إلى ثقافتهما المشتركة وإن اختلفت في بعض الجزئيات البسيطة، والشراكة تصب في صالح الفن وتعود بمنفعة عربية بشكل أوسع لتقريب الشعوب. ومع ذلك يلفت فرّاج إلى مسألة مهمة وهي ضرورة أن تكون المعالجات الدرامية بعيدة عن الانتماءات السياسية أو الفكرية، فيقول “الأعمال يجب أن تكون بهدف الاستفادة والاستمتاع بعيدا عن التشكيك في أهداف صناع الفيلم أو المسلسل التلفزيوني، لأنه في النهاية إبداع فني، وإذا اشتغلت وفي ذهني انتماء ما فلن أستطيع إرضاء الجميع”. ورغم ما قدمه من بطولات، إلاّ أنه لا يتعجل تكرار البطولة المطلقة، ويرى أن تقييم العمل يجب أن يكون من منظور القيمة والجودة، ويقول “عقب فيلم ‘القشاش’ اشتركت في فيلم ‘قط وفار’ إلى جانب الفنان محمود حميدة، وكانت خطوة حسبت لي، لذلك فأنا لا أبحث عن مجرد وضع اسمي على ‘تِتر’ العمل، بقدر ما أبحث عن القيمة الفنية له”. :: اقرأ أيضاً رحالة فرنسي معاصر على خطى مغامر فرنسي آخر من القرن 19 في ليبيا في أزمنة الضجيج يسود أدب الصوت العالي قصص ترثي البؤس وتحتفي بالبهجة كاتب مصري يمتدح الألم في سيرته الذاتية