التعرض للاعتقال عدة مرات واحتمال الإصابة وكل مخاطر العمل في منطقة حرب لم يمنع متطوعة سورية من الخروج للشوارع لعلاج جرحى في الصراع السوري المحتدم. ولقد تطوعت أم فارس «38 عامًا» للعمل مسعفة في الدفاع المدني منذ تفجر الصراع في بلدها عام 2011. وتقول أم فارس - وهي ممرضة متمرسة وأُم لثلاثة أبناء - إنها تشعر بضرورة أن تستخدم مهارتها في مساعدة الآخرين. وأضافت: «من بداية الثورة أسعفت المتظاهرين بالشوارع، كما كان الكادر الطبي عنده خوف من النظام والاعتقالات من النظام. فكان الجرحى بالشارع ما فيه حدا يقدر يقرب عليهم أو يسعفهم. فكنا نأخذهم على بيوت مخفية ونسعف الجرحى بهاي البيوت المخفية». وتابعت في تقرير لـ«رويترز»: «اشتغلنا كثير لفترة طويلة بالسر لحتى اعتقلت مرة وثنتين وثلاث وست اعتقالات. بعدين بطلنا نطلع على أي منطقة فيها حواجز أو نظام. فصار العمل ضمن القرى المحررة، وبلشت رجعت لعملي في العلاج الفيزيائي مع متابعة أعمال الجرحى». وتعمل أم فارس في صفوف جماعة أصحاب الخوذ البيضاء، وهي جماعة دفاع مدني تهرول لمواقع الضربات الجوية أو الهجمات الصاروخية للبحث عن ناجين وإنقاذهم وعلاجهم. وتقول الجماعة إنها أنقذت ما يزيد على 78 ألف شخص من هجمات في سوريا، وأنها تعتمد على تبرعات ووكالات مساعدات في توفير المستلزمات الطبية والمعدات. ورُشحت جماعة الخوذ البيضاء التي تعرف أيضًا باسم الدفاع المدني لجائزة نوبل للسلام وكانت بين الفائزين بجائزة «رايت لايفليهود» في 2016. وقُتل مئات آلاف السوريين في الصراع وشُرد الملايين، متسببين في أسوأ أزمة لاجئين في العالم منذ الحرب العالمية الثانية. وخف العنف بفضل اتفاق هدنة هش تم التوصل له بوساطة روسية تركية، لكن المعارك والضربات الجوية وعمليات القصف لا تزال مستمرة في بعض المناطق.