ـ قال لي صاحبي المشجع الاتحادي: (يقولون) بأن جزءاً كبيراً من الإعلام يحارب الإدارة ويسعى لإسقاطها لدرجة أنهم سموكم (محور الشر)..!! ـ ابتسمت وأنا أقول له: خدعوك فقالوا..!! ـ ثم استرسلت في حديثي قائلاً: هكذا هم البعض يعتبرون النقد حرباً.. ويعدون المصارحة هجوماً.. والنصيحة فضيحة. ـ هناك من يريدونك أن تمدحهم و(تطبل لهم) حتى في حال الخطأ..!! وإلا فإنهم سيعتبرونك حاقداً. ـ الإعلام يا صاحبي ليس ضد الإدارة ولكنه ضد عملها وطريقة إدارتها وإدخالها النادي في نفقٍ مظلم من المشاكل والديون التي لا تعد ولا تحصى. ـ إنه ضد أي إدارة تأتي وتستجدي الدعم من الآخرين دون أن (تهز جيبها) وترخي يدها وتنفق على نفسها قبل أن تطلب من الآخرين ذلك.. وتتضاعف المأساة عندما يكون أعضاء هذه الإدارة من الذي آتاهم الله بسطة في المال والرزق ثم يبخلون على الكيان الذي يديرونه بأموالهم ويطلبون من الآخرين أن يدفعوا بدلاً عنهم..!! ـ ثم بعد ذلك يغضبون من النقد وأهله..!! ويتضايقون من الإعلامي الذي يمارس مهمته النقدية في كشف الأخطاء والإرشاد إلى العيوب.. عجبي وألف عجبي. ـ انتظرت تعليقاً من صاحبي الاتحادي ولكنه لم يفعل.. فقلت له: سأسألك سؤالاً واحداً يكشف لك كذبهم..؟! ـ قال لي: اسأل. ـ قلت له: ولماذا (وكالة أنباء يقولون) يزعمون أن الإعلام ضد الإدارة..؟! ـ أجابني: من أجل (منصور البلوي).. يقولون بأن الإعلام يهاجم أي إدارة تأتي بعده كي لا تنجح.. وبأوامرٍ منه..!! ـ ضحكت طويلاً.. ثم قلت: ألم أقل لك إن هذا السؤال سيكشف لك كذبهم؟! ـ قال: وكيف ذلك..؟! ـ سألته: وأين يقف (منصور البلوي) الآن..؟! ألا يقف مع هذه الإدارة..؟! أليس هو الداعم الأول لها بدليل أنهم أصدروا بياناً من المركز الإعلامي يشيدون فيه بدعمه..؟! ألم يقف في صفها في اجتماع أعضاء الشرف الأخير عندما هاجمها البقية وكانوا ينوون مطالبتها بالرحيل..؟! أليس هو من سعى لحل أزمة الديون وزار النادي قبل نهائي السوبر لدعم الفريق..؟! ـ أجابني: نعم.. هو كذلك. ـ قلت له: ولماذا لم يغير الإعلام الصادق مواقفه ويقف مع الإدارة طالما أن من (تزعمون) أنه يحرضهم عليها يقف بجوارها ويدعمها ويدافع عنها ويحل مشاكلها..؟! ألم أقل لك إن (وكالة أنباء يقولون) كذبوا عليكم وضللوكم وكذبوا على (أبو ثامر) باتهامه بالتحريض على الإدارات.. وكذبوا على الإعلام الصادق باتهامه بالباطل. ـ نحن كإعلاميين مستقلون.. هكذا كنا.. وهكذا سنظل.. ـ من حق (منصور البلوي) أن يدعم الإدارة وهذا قراره.. ومن واجب الإعلام أن ينتقد الإدارة حال الأخطاء مهما كان من يقف معها. ـ إنها شهادة براءة للرجل وللإعلام النزيه.. وشهادة إدانة لكل (مخرف) يهرف بما لا يعرف. ـ التفت لصاحبي فإذا به قد أطرق رأسه خجلاً.. فقلت له ضاحكاً وممازحاً: (خجلان يا تعبان..!! فيك الخير والله يا بتاع محور الشر). مقالة للكاتب سالم الشهري عن جريدة الرياضي