وصلت إلى مطار رفيق الحريري الدولي بعد الثامنة مساء أمس، جثامين الضحايا اللبنانيين الثلاثة الذين سقطوا في الاعتداء الإرهابي على ملهى في إسطنبول ليلة رأس السنة وهم: ريتا الشامي، الياس ورديني وهيكل مسلم، على متن طائرة خاصة تابعة لشركة «ميدل إيست» مجهزة بمعدات طبية، مع 5 جرحى هم: فرنسوا الأسمر، نضال بشراوي، ميليسا بابالاردو، ناصر بشارة وجهاد عبد الخالق، برفقة أهاليهم الذين كانوا وصلوا إلى إسطنبول مساء أول من أمس والفريق الطبي اللبناني المتخصص الذي أشرف على صحة كل جريح. وكان في استقبالهم رئيس الحكومة سعد الحريري على رأس وفد وزاري ممثلاً الدولة اللبنانية، ووفد من الكهنة بتكليف من البطريرك الماروني بشارة الراعي. وتوافد إلى صالون الشرف الرئيسي في المطار الذي أعد لاستقبال جثامين الضحايا والجرحى أقرباء للضحايا وأنسباء. وأكد الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء الركن محمد خير لـ «الحياة» أن «الطائرة أقلت من رغب في المجيء ممن كانوا في ملهى رينا ونجوا ما عدا الجريحة بشرى الدويهي التي بقيت في أحد مستشفيات إسطنبول، بعدما رأى الطاقمان الطبيان التركي واللبناني أن وضعها الصحي لا يسمح لها بالانتقال إلى لبنان وأن حالتها مستقرة». وأعلن خير أنه «تم نقل الجرحى بعناية طبية دقيقة بإشراف الفريق الطبي المتخصص»، لافتاً إلى أن «دعم السلطات اللبنانية سهّل لنا كل شيء، خصوصاً الرئيس الحريري». وتردد أن الطائرة نقلت لبنانيين ممن كانوا في تركيا يمضون فترة الأعياد. وتقرر نقل الجثامين والجرحى إلى لبنان بعدما اجتمعت البعثة اللبنانية الرسمية برئاسة اللواء خير والتي أوفدتها الحكومة إلى إسطنبول مساء أول من أمس، وضمّت وفداً طبياً لبنانياً، مع مسؤولين في وزارتي الصحة والخارجية التركيتين لمعرفة ما إذا كان الوضع الصحي للمصابين يسمح لهم بالانتقال إلى لبنان. وأقلت سيارات إسعاف تابعة للصليب الأحمر اللبناني، كانت موجودة في باحة صالون الشرف الرئيسي في المطار، الجثامين والجرحى إلى المستشفيات. وكانت استعدادات خاصة قد اتخذت في المطار لاستقبال الجثامين والجرحى، فسبق وصولهم، اجتماع لإدارة الأزمات في جهاز أمن المطار، ترأسه وزير الداخلية نهاد المشنوق في حضور قادة الأجهزة الأمنية، ورئيس الصليب الأحمر جورج كتانة للتنسيق من أجل مواكبة وتسهيل وصولهم. وقال المشنوق إن «كل الترتيبات والاستعدادات، أصبحت جاهزة ومؤمنة، لاستقبال الجثامين والجرحى»، مؤكداً أن «الأمن ممسوك في لبنان وأن الأجهزة الأمنية تقوم بكل واجباتها، والدليل استتباب الأمن في ليلة رأس السنة». ولفت إلى أن «كلاً قام بواجبه، من مسؤولين وموظفين ومتطوعين». وأعلن أن «الجثامين ستنقل إلى مستشفى أوتيل ديو، أما الجرحى فسيتوزعون على مستشفيي رزق والجامعة الأميركية». وكان رئيس الجمهورية ميشال عون تابع مع الرئيس الحريري، ووزير الخارجية جبران باسيل، عمل البعثة اللبنانية الرسمية برئاسة خير. واطلع على تفاصيل الزيارات الميدانية التي قام بها أعضاء البعثة برفقة الفريق الطبي المتخصص للمستشفيات حيث عادوا الجرحى، كما بحثوا «مع السلطات التركية المعنية في إجراءات نقل جثامين الضحايا الثلاثة الذين قضوا في الجريمة». وطلب عون «تسهيل نقل الجرحى الذين تسمح لهم حالهم الصحية باستكمال العلاج». وعزى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع «عائلات الضحايا الذين قطفهم الإرهاب في ريعان الشباب، وكانوا يستقبلون العام الجديد، كما كل اللبنانيين والعالم، بابتسامات تضج بالأمل وحب الحياة». وأعرب عن تمنياته «للجرحى والمصابين بالشفاء العاجل»، معتبراً أن «حربنا ضد الإرهاب طويلة جداً، لم تبدأ بما شهده لبنان طوال السنوات الخمس الأخيرة، ولن تنتهي للأسف، بالهجوم الإرهابي المسلح الذي طاول مدينة إسطنبول ليلة رأس السنة». وقدم وزير الشؤون الاجتماعية بيار بوعاصي التعازي باسم «القوات» إلى عائلتي هيكل مسلم في كنيسة مار جرجس - اللويزة في بعبدا وريتا الشامي في منزلها في السبتية. وكان عزى عائلة الياس ورديني في منزلها في الأشرفية أول من أمس. ...والراعي ينوّه بدور الدولة اللبنانية زار سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى لبنان، حمد سعيد الشامسي، المقر البطريركي في بكركي حيث التقى البطريرك الماروني بشارة الراعي، مقدماً التهاني بالأعياد، ومتمنياً للشعب اللبناني «الخير والاستقرار والازدهار». وشكل اللقاء، وفق بيان بكركي، «فرصة لبحث التطورات والمستجدات السياسية على الساحتين المحلية والإقليمية». وغصـــت بكــــركي بالمهنئين بالأعياد بينهم وزراء ونواب حاليون وسابقـــون ووفود شعبية من مختلف المناطق. ودان الراعي أمام زواره، «الاعتداءات الإرهابية التي تطاول مختلف دول العالم، لا سيما الاعتداء الآثم الذي حصل في تركيا ليلة رأس السنة، وأدى الى سقوط ضحايا أبرياء من بينهم ثلاثة لبنانيين وعدد من الجرحى». ونوه الراعي بـ «الدور الذي قامت به الدولة اللبنانية، وعلى رأسها رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، بإرسال طائرة خاصة مع طاقم طبي ووفد رسمي الى تركيا لمتابعة هذا الموضوع». وأفاد المكتب الإعلامي لرئيس أساقفة بيروت الموارنة المطران بولس مطر، بأن البطريرك الراعي، كلّف المطران مطر «متابعة قضية مأساة العمل الإرهابي، مع أهالي ضحايا إسطنبول وأوفد إلى مطار بيروت الدولي وفداً من الكهنة لاستقبال جثامين الضحايا والجرحى».