×
محافظة المنطقة الشرقية

وزارة الزراعة تعتمد ضوابط إصدار تراخيص مشاريع الاستزراع المائي

صورة الخبر

يبدو أن رجولة الرجل عندنا وصلت إلى أعمق معانيها من السذاجة والجهل، ما دامت ستُطابق معايير إحدى مدارس البنات في عرعر، الواقعة شمال المملكة، إذ اختصرت معنى الرجولة لدى الرجل في مجرد رؤية شكل العباءة النسائية التي ترتديها نساؤه، وهذا حسبما نقله موقع العربية نت، إذ وضعت المدرسة لوحة معلقة على واجهة المبنى يظهر فيها صورة لخلفية رجل، والحمد لله أنه من قفاه؛ لأن المعنى الذي أشارت إليه اللوحة لا يصلح أن يكون إلا لـقفاه، وكُتبت عليها تعرف رجولة الرجل من عباءة أهله، فمن لا يقدر ستر أهله أمام الناس، لا يقدر عليهم في بيته، حقيقة لا يستطيع أحد إنكارها في هذا الزمن! أيعقل تفريغ قيمة الستر في ارتداء المرأة العباءة من القيمة الدينية، لأن تكون مجرد وسيلة لرجل ما يرى رجولته في عباءتها! وهل يعقل أن وصل بالعقل التربوي من السذاجة والتجهيل، تفريغ معنى الرجولة من قيم الأخلاق والتعامل والسلوك الرفيع، لأن يُصبح فقط في مجرد شكل عباءة نسائية! إذًا كم هو سهل الحصول عليها لتكون صفة لكلّ من هبّ ودب من ذكور لا يعرفون للرجولة طريقا، فلو كان بخيلا على أهل بيته أو أحد المعنفين ممن يضربون ويهينون المرأة في بيته ليل نهار، أو لم يكن بارا بوالديه، أو سكيرا، أو ممن يأخذ راتب زوجته، أو يعضل بناته وأخواته عن الزواج، أو كان فاسدا في عمله، أو ممن يُعرفون بالغش والخداع، والنصب والاحتيال، إلخ، فليس على هكذا رجل ليكون رجلا وفق هذا الجهل سوى أن يُجبر نساء بيته على ارتداء العباءة بالشكل الذي تراه هذه المدرسة وإدارتها ولو بضربهن وإهانتهن، وحتما العباءة المقصودة هي الإسلامية كما يصفها بعضهم التي ترتدي من فوق الرأس، وإن قلّت رجولته قليلا ارتضى أن ترتدي نقابا لترى ذلك الطريق المظلم! بصراحة خوش رجولة ما دامت بهذا الرخص الذي يجعلها في متناول بعض الذكور ممن لا يعرفون للأخلاق قيمة! إن الرجولة أخلاق كريمة تُمارس في التعامل مع أصغر الناس قبل أكبرهم، وأضعفهم قبل أقواهم، واحترام الرجل للمرأة في عقلها ومالها وجسدها ووجدانها، أما وأختا وزوجة وابنة، خير ما يُستدل على رجولة الرجل، أما الاحتشام فقيمة أخلاقية، وهو مبدأ الستر، فكم من امرأة محجبة حجابا كاملا وليست محتشمة في مشيها وطريقة تعاملها مع الرجل، وكم من امرأة غير محجبة تراها محتشمة في مشيها وطريقة تعاملها، وما نفع عباءة ترتديها امرأة تُضرب وتهان بسببها كي يوصف ذلك الرجل بالرجولة! وأتساءل الآن: هل هذه المدرسة تنتمي لوزارة التربية والتعليم، أم تنتمي لمجتمع آخر يقبع في الجهل؟! فقد فضحت إدارة هذه المدرسة نفسها عن مستوى الفكر الذي تفرزه في أذهان طالباتها، مما يجعلها تحتاج إلى إعادة النظر من قبل إدارة التعليم بالمنطقة، وإن كان هناك المزيد من التطرف الفكري يتم إفرازه داخل جدرانها! الوطن