×
محافظة المنطقة الشرقية

عام / الأمير فيصل بن خالد يوجه بتعديلات جذرية ونقلات نوعية في قرية عسير بالجنادرية

صورة الخبر

بعد أحداث 11 سبتمر عام 2001 وكنت وقتها أتولى رئاسة البعثة الدبلوماسية في مدينة صنعاء، قامت وزارة الخارجية اليمنية، وبتكليف من رئاسة الجمهورية بإنشاء "غرفة أزمة" لمتابعة تلك الأحداث، وقد استضافت تلك اللجنة بعض السفراء المعتمدين في اليمن وكنت من بينهم، كان هناك سؤال محدد حول الرد المتوقع للولايات المتحدة الأميركية على هذه الاعتداءات، وإلى أي مدى يمكن أن يصل، وهل ستقوم أميركا بشن حرب على منظمة طالبان؟ وقد كان رأيي في ذلك الوقت أن أميركا لن تشن حربا فقط، بل إن أبواب جهنم ستفتح، وسيتم استخدام أسلحة لا نعرفها ولا نعرفها، وقد استشهدت بذلك على الرد الأميركي بعد تعرض القاعدة البحرية في ميناء "بيرل هاربر" الذي أدى بالضرورة إلى تغيير مجرى التاريخ، ودخلت أميركا الحرب العالمية الثانية، ففي تاريخ 7/ 12/ 1941 شنت القوات الجوية الإمبراطورية اليابانية هجوما جويا صاعقا على تلك القاعدة، وذلك باستخدام "353" طائرة حربية وعدد من الغواصات والبوارج، وقد أدى ذلك الهجوم إلى تدمير "188" طائرة أميركية وعدد من الغواصات والقطع البحرية وقتل "2402" من القوات الأميركية، وجرح "1282"، واستمرت تلك الحرب ما يقارب أربع سنوات. وبعد أن فاض الكيل من تلك الحرب التي أخذت تحصد أرواح الملايين من البشر في كل أنحاء الدنيا ورغبة في إيقافها قررت الولايات المتحدة الأميركية استخدام القنابل النووية، فقامت بتاريخ 6/ 8/ 1945 بإلقاء القنبلة النووية الأولى على مدينة "هيروشيما" وأدى ذلك إلى قتل "140.000" نسمة وجرح مئات الآلاف، وبتاريخ 9/ 8/ 1945 ألقيت القنبلة الثانية على مدينة "ناغازاكي" وأدت إلى قتل "80.000" نسمة، وأدى ذلك إلى استسلام اليابان وقبول الشروط التي فرضتها أميركا ودول الحلفاء. والآن وقد تجاوزت بعض المنظمات والجماعات والأحزاب التي فاق عددها العشرات، بل حتى المئات التي نعرف بعضها ونجهل أغلبها، تجاوزت كل المبادئ والقيم الدينية والإنسانية، فمارست القتل والتدمير، ولم تكتف بالصراع في منطقتنا، بل نقلت ذلك إلى كل أنحاء الدنيا، وأصبح العالم يعيش في قلق ورعب دائمين، وتم رصد الميزانيات الباهظة، ولعل آخرها ما أعلن مؤخرا من أن السلطات الأمنية البريطانية تدرس مشروع إقامة جدار حديدي يحيط بمدينة لندن في عودة للعصور الوسطى، وذلك لمواجهة تلك الهجمات الإرهابية القادمة من منطقتنا نتيجة لتحريض لا حدّ له من منظمات وجمعيات وشخصيات عامة امتهنت التصريحات والتحليلات النارية دون اكتراث أو أدنى مسؤولية لمدى تأثير الكلمة أو الفكر أو المذهب. إلى متى سيطول صبر العالم علينا، وهم يرون هذا الكم الهائل من التحريض والكراهية والعداء لكل من يختلف معنا بالدين أو الفكر أو المذهب، وتجاوزت الأعمال الإرهابية إلى جز الرؤوس ودهس البشر وتفجير الأطفال وأعمال يقشعر لها البدن؟ وحملت أجهزة الإعلام العربية راية نشر الأكاذيب والبعد عن المصداقية، بل أحيانا إلى قلب الحقائق وتحويل الهزائم إلى انتصارات وتكفير القاصي والداني؟ ولعل الأخطر أن نجد بعض من يحاول تبرير تلك الأعمال الإرهابية التي نزعت الروح وقتلت النفس التي حرمها البارئ عز وجل. حفظ الله أمتنا العربية والإسلامية من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وحفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه. *** نمى إلى علمنا أن اللجنة الدولية لقياس مستوى السعادة في مجتمعات دول العالم قد رفعت تصنيف دولة الكويت إلى مركز أعلى وذلك بعد أن قام مجلس الأمة الكويتي، وبدعم ومساندة من الحكومة، بإنشاء لجنة "الظواهر السلبية"، وعليه وقبل أن تقوم وزارة الداخلية عمليا بتسليم مسؤولية المحافظة على المواطن والمقيم الى "الهيئة"عفواً اللجنة فعليها القيام ببعض الإجراءات، منها طرح مناقصة لاستيراد شحنة من الخيزران الجيد، وشحنة من الدشاديش بمواصفات معينة وشحنة من الغتر بدون عقل "جمع عقال" وأعداد من سيارات الوانيت لشحن مرتكبي المظاهر السلبية، وفي الوقت نفسه يوجه مجلس الوزراء تعميما إلى وزارات الدولة ومؤسساتها بعدم قبول بصمة الموظفة إذا لم تكن محجبة وعدم السماح لها بقيادة السيارة، وغير ذلك من إجراءات لمكافحة المظاهر السلبية التي يراها أعضاء المجلس والحكومة. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «يبصر أحدكم القذى في عين أخيه ولا يبصر الجذع في عينه»، ويقول الحق سبحانه وتعالى «بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ* وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ»، ودعاؤنا دائما أن يحفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.