تقول أغنية حب قديمة «أشياء بسيطة وعادية لابد أن يفعلها الجميع»، واستخدمت هذه العبارة لتشمل تعليمات كثيرة مثل «التخلص من القمامة» و«تنظيف الأسنان» و«النظر على جانبي الطريق قبل العبور». وجميع الأشياء العادية، ولكن أحداث الحادي عشر من سبتمبر غيرت كل ذلك! وأصبحت الآن «الأشياء العادية التي لابد أن يفعلها الجميع» تتضمن «نزع الأحذية في المطارات» و«الكشف عن جميع الجسد بأجهزة الماسح الضوي» و«التفتيش الذاتي» و«المنصات الخرسانية» أمام المباني والرعب من الطرود المجهولة. والأكثر من ذلك عبارة: «ليس من شأنك»، وكافة هذه الأمور التي أضحت معتادة في حياتنا اليومية. وأضف إلى كل ذلك من الأمور الدخيلة التي أضحت معتادة: «حوادث القتل الجماعي». وحسب تقديرات «شبكة جانز آر كول»، وقع 355 حادث إطلاق قتل جماعي حتى الآن خلال العام الجاري، أي ما يزيد على حادث في اليوم. وجاءت مذبحة «كولورادو سبرنجز» الأسبوع الماضي حيث كان المشتبه به في مهمة قتل عمد لأسباب أيديولوجية ودينية. وحسب رواية «نيويورك تايمز»، فإن المتهم في حادث كولورادو «روبرت دير» لم يكن منفرداً، أو مسلحاً مختل عقلياً خرج ليقتل الناس عشوائياً، وإنما كان شخصاً صاحب عقيدة دينية، وعدو لدود للإجهاض، ونال إعجاب ومدح أشخاص يهاجمون مقدمي خدمات الإجهاض، ويصفون أنفسهم بأنهم «جيش الرب»، وهم مجموعة من المتطرفين المناهضين للإجهاض. وكان «دير» يعلم وجهته جيداً، وما سيفعله عندما ظهر فجأة الأسبوع الماضي في عيادة تنظيم الأسرة في كولورادو سبنرجز، ومعه سلاح ناري نصف آلي. وقتل ثلاثة أشخاص وأصاب تسعة آخرين، قبل أن تسيطر عليه الشرطة. ثم جاء حادث «سان بيرنانردينو». ولكن، كيف نصف إقدام شخصين، رجل وزوجته في حالة تأهب واضعين قناعين أسودين، ويحملان أسلحة متعددة ومتفجرات، وينخرطان في هجوم متعمد على قاعة مليئة بالأشخاص الأبرياء، ويقتلان 14 شخصاً ويصيبان 21 آخرين؟ هل هي أعمال عنف عشوائي؟ والقاتلان، سيد رضوان فاروق وزوجته تاشفين مالك، تعرفا إلى بعضهما وتزوجا ثم انخرطا في فكر خبيث، والسؤال هو لماذا؟ ... المزيد