×
محافظة المنطقة الشرقية

حامل “رسيفر” يتلف قرنية طفل

صورة الخبر

بينما لاتزال "داعش" تواجه جهاز مكافحة الإرهاب في ساحل الموصل الأيسر، وصل رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي إلى إيران غداة اتفاق بغداد وأنقرة على تطوير العلاقات. المزيد حول الموضوع مقتل 28 شخصا جراء تفجير مزدوج وسط بغداد و"داعش" يتبنى وفي ظل هذا الحراك الدبلوماسي وجه الرئيس العراقي فؤاد معصوم السلطات الأمنية في بغداد والتي أغلقت وسط المدينة، بـ"اتخاذ إجراءات حازمة للقضاء على الخلايا الإرهابية". ويأتي تصريح معصوم في آخر أيام العام 2016، وقد استهله سكان بغداد بتفجير مزدوج وفاجعة مؤلمة تذكروا فيها تفجير الكرادة الدامي الذي لم تكشف تفاصيله إلى اليوم. فقد ارتفع عدد قتلى الهجوم المزدوج، الذي استهدف السبت، سوقا تجارية وسط العاصمة بغداد، إلى 28 شخص وإصابة 53 آخرين على الأقل في عملية تبناها تنظيم "داعش". وقد نجم تفجير عن تفجير مزدوج بعبوتين ناسفين في منطقة السنك التجارية المكتظة وسط بغداد، ما أسفر عن سقوط ضحايا، في دوامة عنف لا حدود لها. وقال المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد، العميد سعد معن، إن "التفجير الذي استهدف منطقة السنك وسط بغداد، نفذه انتحاريان اثنان يرتديان حزامين ناسفين". وكان قد أصيب 5 عراقيين، مساء الثلاثاء الماضي، في منطقة المشتل وحي بغداد الجديدة جراء انفجار أربع عبوات ناسفة، جنوب شرق العاصمة العراقية. وهكذا يودع العرقيون عام 2016 بلا إصلاح سياسي وفي ظل وضع اقتصادي متدهور وملف أمني نازف لم تزل تتنازعه أجهزة متعددة ومتنوعة.. فيما "داعش" لايزال في ساحل الموصل الأيمن والأيسر منذ انطلاق عمليات "قادمون يا نينوى" في السابع عشر من تشرين الأول من هذا العام. إضافة إلى وجود "داعش" في ساحل الشرقاط الأيسر والحويجة وأقضية عانة وراوة والقائم غرب محافظة الأنبار، وهو يهاجم من حين لآخر أقضية ونواحي المحافظة مثل الرطبة وكبيسة والبغدادي، كما يهاجم كركوك وصلاح الدين من الحويجة. وفي الوقت الذي رد فيه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على قائد قوات التحالف الدولي الجنرال ستيفن تاوسند، الذي قال "إن قواته تحتاج لعامين إضافيين من القتال العنيف لإنهاء "داعش" في العراق وسوريا وإن القتال ضد داعش سينتقل بعد اتمام تحرير الموصل والرقة الى الصحراء حيث سيحاول التنظيم إعادة تجميع صفوفه هناك"، قال العبادي "إن بلاده تحتاج 3 أشهر للقضاء على تنظيم داعش بشكل نهائي". وتأتي تصريحات العبادي التي مثلت دور حاجز البحرين بين تصريحات قائد التحالف الدولي ونظيرتها لقادة فصائل الحشد الشعبي القريبة من إيران. فقد أعلن قيس الخزعلي زعيم "عصائب أهل الحق" إحدى أكبر فصائل الحشد الشعبي "إن سيناريو حلب قد يتكرر في الموصل، والسبب الأساسي هو الموقف الأمريكي الرامي الى تقسيم العراق ومن ثم الشرق الأوسط".. وأيده في ذلك هادي العامري القيادي في الحشد الشعبي وزعيم منظمة "بدر"، أحد أهم فصائل الحشد الشعبي، الذي قال "إن معركة الموصل صعبة وطويلة وان البعض يريد ان تكون معركة الموصل معركة لتقسيم العراق". وفي ظل هذا الصراع المحلي والإقليمي والدولي على عراق ما بعد الموصل، تأخر تحرير الموصل وتعثر الملف الأمني ومات الحراك الشعبي الذي اقتحم الخضراء مرتين مطالبا بإصلاحات جذرية.. إصلاح لم يجد له طريقا وسط هذا الصراع، إذ استطاعت الإرادات "اللاشعبية" أن تحتويه وتفشل أول حزمة إصلاح قام بها العبادي. فعاد المالكي الذي سقطت في عهده الموصل وثلث مساحة العراق بيد "داعش" نائبا لرئيس الجمهورية بعد أن أقاله العبادي من موقعه في آب/أغسطس 2015. وها هو يختتم عام 2016 بزيارة إلى طهران تستمر أربعة ايام. وكان المالكي قد استبق زيارته لطهران بزيارة لمحافظات البصرة والناصرية والعمارة ووجهت بغضب جماهيري. وربما تهدف مبادرة التسوية السياسية التي يطرحها التحالف الوطني، والذي يحاول ان يبقى متماسكا حتى تحرير الموصل، إلى الحيلولة دون انشطار العراق والعملية السياسية إلى شطرين أو أكثر بسبب سقوط الموصل.. فقد سقطت أسس التحالف بسقوط الموصل في حزيران 2014 بين التحالف الكردستاني والتحالف الوطني وربما انشطر العراق بسقوط الموصل الى عراقين والعملية السياسية الى شطرين. أحد الشطرين أصبح مع اربيل ومعها بعض أطراف العملية السياسية والآخر مع السليمانية ومعها أطراف العملية السياسية قبل سقوط الموصل. وقد ينتقل الثقل الجيوسياسي في عراق ما بعد الموصل من بغداد المنقسمة على نفسها والمتعثرة أمنيا وعسكريا إلى إقليم كردستان الأفضل أمنيا وسياسيا ليكون الأكراد عمليا حجر أساس عراق ما بعد الموصل. ولمنع ذلك ربما يطرح التحالف الوطني مبادرة التسوية التاريخية على أبواب معركة الموصل المتعثرة، ولأجل ذلك ربما توجه المالكي طهران غداة اتفاق خصمه حيدر العبادي مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وقد سبقه اتفاق بين اربيل وبغداد قبل انطلاق معركة الموصل. وربما تدفع اتفاقات اربيل مع انقرة 2008 ومع بغداد 2016 واتفاق بغداد وأنقرة الأخير إلى جعل أربيل، وليس بغداد، محور التأثير السياسي والأمني على مجريات عراق ما بعد الموصل. وتدرك القوى الدولية والاقليمية والمحلية أن من كانت له في الموصل كلمة فستكون له كلمة في كركوك ومن كانت له كلمة في كركوك ستكون له كلمة في بغداد، وربما يختنق عراق 2017 بضباب تسوية مجهولة الهوية قبل ان تتضح بوصلة العراق القادم. عمر عبد الستار