عقد حاخامات يهود أميركيون ينتمون إلى حركة «ناطوري كارتا» المناهضة للصهيونية، مؤتمرا صحافيا أمام البيت الأبيض، أعلنوا خلاله دعمهم الكامل لرؤية وزير الخارجية الأميركي جون كيري بشأن سلام الشرق الأوسط، كما أعربوا عن استنكارهم لرد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على خطاب كيري، وتأييدهم لقرار مجلس الأمن الدولي المناهض للاستيطان في الأراضي المحتلة. وقالت الحركة، في بيان قرأه الحاخام ديفيد فيلدمان، أحد المنظمين للمؤتمر الصحافي: «إن المستوطنات من الأسباب الرئيسية لإراقة الدماء في فلسطين». كما رفع الحاخامات شعارات تعبر عن رفضهم لسياسات الحكومة الإسرائيلية المناوئة للسلام. يشار إلى أن «ناطوري كارتا» هي حركة دينية يهودية ترفض الصهيونية بكل أشكالها، وتعارض وجود دولة إسرائيل، تأسست سنة 1935. وتعارض هذه الحركة الصهيونية، كما تعتقد بعدم شرعية إنشاء دولة إسرائيل قبل عودة المسيح. وأعربت الحركة في بيانها عن أملها في «أن يكون قرار مجلس الأمن الدولي خطوة أولى نحو تحرير كامل أرض فلسطين من الصهيونية، ليعيش عليها العرب واليهود بسلام كما كانوا في الماضي». وجاء في بيان الحاخامات: «بوصفنا مواطنين أميركيين، نود أن نوضح أن بنيامين نتنياهو لا يمثلنا ولا يجب أن يتحدث نيابة عنا». وأضافوا: «رئيسنا هو باراك أوباما ونحن نؤيد موقفه الإيجابي من أجل السلام في الشرق الأوسط، ونعتقد أن جهوده تؤدي في نهاية المطاف إلى عالم أكثر أمنا لجميع اليهود المعنيين، وغير اليهود على حد سواء». وجاء تحرك أعضاء «ناطوري كارتا»، بعد يوم واحد فقط من إلقاء وزير الخارجية الأميركي جون كيري خطابًا استعرض فيه سلسلة من المبادئ التي قال إنها يمكن أن تشكّل أساسًا لاتفاق سلام في المستقبل بين إسرائيل والفلسطينيين. وقال كيري في خطابه إن حل الدولتين الذي يتضمن حدودًا آمنة ومعترفًا بها بين إسرائيل ودولة فلسطين المنتظرة، هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط. وأضاف أن أي اتفاق يجب أن يساعد اللاجئين الفلسطينيين، ويحدد القدس عاصمة لكلتا الدولتين، ويلبي احتياجات إسرائيل الأمنية. كما دافع كيري عن قرار إدارة أوباما بإتاحة الفرصة لمجلس الأمن كي يعلن أن المستوطنات الإسرائيلية غير قانونية، وحذر من أن مستقبل إسرائيل باعتبارها دولة ديمقراطية على المحك، مخيرا الإسرائيليين بين دولة ديمقراطية تجمعهم مع الفلسطينيين تحت حكومة واحدة، أو دولة يهودية تجاورها أخرى فلسطينية. وقال كيري في مقر وزارة الخارجية الأميركية: «إن الولايات المتحدة قد صوّتت في الواقع بما يتماشى مع القيم الأميركية، تمامًا كما فعلت الإدارات السابقة». وأضاف أن التصويت في مجلس الأمن كان يهدف إلى الحفاظ على حل الدولتين: «فهذا ما كنا وما زلنا ندعمه». كما نوه كيري إلى الدور السلبي الذي تلعبه المستوطنات الإسرائيلية في محادثات السلام، فقال: «ما من أحد يمكنه أن يتجاهل حقيقة التهديد الذي تشكله المستوطنات على السلام». ومن جانبها تجادل حكومة نتنياهو بأن تجميد الاستيطان لا يجب أن يكون شرطًا مسبقًا لإجراء محادثات في المستقبل. ولكن كيري حذر إسرائيل في خطابه من أن أمنها معرض للخطر ما لم يحدث تقدم في عملية السلام في وقت قريب. وكرر كيري التأكيد على أن التزام إدارة أوباما نحو إسرائيل لم يكن مسبوقًا، بقوله: «لم تقدم أي إدارة أميركية سابقة لأمن إسرائيل ما قدمته إدارة باراك أوباما لها».