شهدت عملية التحول إلى استخدام السيارات والمحركات الكهربائية إجمالاً في مختلف وسائل النقل والمواصلات، بل وحتى المصانع، نمواً مطرداً خلال السنوات الماضية، خصوصاً 2016، حيث قال هيربرت ديس، رئيس مجلس إدارة فولكس واجن في تصريحات لسي إن بي سي خلال معرض باريس الدولي للسيارات، إن السيارات الكهربائية ستغزو الأسواق العالمية بداية من العام 2020 بشكل كبير. وفي ذات الوقت، قال إلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، إن إنتاج شركته من السيارات التي تعمل بالطاقة الكهربائية سيتخطى حاجز المليون سيارة بحلول 2020. وتبقى المعضلة الأهم حالياً في البطاريات التي سيتم استخدامها في هذا النوع من المحركات، وهي بطاريات الليثيوم القابلة لإعادة الشحن؛ حيث أشار خبراء إلى أن هذا العنصر متوفر بكثرة في الطبيعة، وعلى الرغم من أن الإنتاج العالمي من هذا العنصر المعدني ينمو عاماً بعد عام، فإن وتيرة تسارع مستوى الإنتاجية الحالي لن يغطي الطلب الكبير على المعدن بحلول العام 2040. وفي الوقت الذي يستعد فيه مصنعو السيارات لإنتاج كميات كبيرة من السيارات الكهربائية، فإن أسعار الليثيوم تزداد يوماً بعد يوم؛ إذ سجلت أسعار كاربونات الليثيوم ارتفاعاً بمقدار 10% بين العامين 2015 و2016، وبيّن أحد الخبراء الاقتصاديين والمراقبين لقطاع الطاقة العالمي أن هناك العديد من الدول التي تمتلك إمكانات كبيرة تمكنها من إنتاج كميات كبيرة من المعدن. ويشار إلى أن الصين هي أكبر منتج لمعدن الليثيوم حالياً؛ حيث إنها تمتلك ما يقدر ب3.2 مليون طن متري من المعدن كاحتياطات، ما يجعلها اللاعب الأكبر في هذا السوق خلال الفترة المقبلة، ما لم تظهر دول أخرى لديها إمكانات كبرى لإنتاجه. وشهدت أسعار الليثيوم الذي تنتجه الصين نمواً كبيراً؛ حيث سجلت أسعاره في العام 2015 نحو 7000 دولار للطن، أما الآن فإن أسعاره تبلغ 20000 دولار. وأشار تقرير تحليلي أصدرته مؤسسة سي آر يو إلى أن الصين ستكون الدولة التي تتصدر إنتاج العالم من الليثيوم المطلوب لبطاريات السيارات والمحركات الكهربائية. ومن الدول الأخرى التي تتوقع لها الدراسة التحليلية إنتاج كميات كبيرة من الليثيوم، دول من أمريكا الجنوبية مثل الأرجنتين وتشيلي وبوليفيا وغيرها، وهو الدول التي وصفها التقرير بمثلث الليثوم أو حزام الليثيوم. وفي ذلك قال جاك هومر المحلل في قطاعات الطاقة، إن دول أمريكا اللاتينية من المنتجين القدامى للمعدن، ومن المتوقع أن ينمو إنتاجها الرخيص من المادة خلال السنوات المقبلة؛ بفضل الطلب العالمي الكبير. وإضافة إلى تلك الدول، فقد أشارت التحليلات العديدة إلى أن أستراليا من المتوقع لها مستقبل باهر في صناعة وإنتاج الليثيوم بكميات كبيرة، وأنها ستكون في طليعة الدول المنتجة والمصدرة له؛ حيث قدرت مؤسسة يو إس جي سي للأبحاث احتياطات أستراليا من المعدن ب1.5 مليون طن متري، وذلك بعد أن أنتجت في العام 2015 40% من الإنتاج العالمي من المعدن.