الشارقة: محمد الماحي وقع الاختيار على سائق آسيوي بعد أن اطمئن إليه الكفيل ووجد فيه سمات الهدوء وهو كثير النظر إلى الأرض والتحدث بصوت منخفض، وعلى الفور عينه براتب مجز، وبدأ السائق عمله ملتزماً بمواعيده، وتم تكليفه بمهام توصيل بنت الكفيل إذا أرادت الذهاب إلى الجامعة أو التسوق أو إلى صديقاتها. استمر السائق في عمله وبدا عليه الإتقان والتفاني في العمل، وجعل الكفيل يثق فيه ونال ثقة ابنته التي كانت تشغل المقعد الخلفي وهي تراقب تصرفاته لتختبر مدى أمانته وأخلاقه، فلاحظت أنه ينظر إلى الأمام ولا يلتفت إلى الخلف ويقود بسرعة معقولة حتى يصل إلى المكان المحدد في الوقت المحدد، ولديه خبرة في الشوارع تجعله يتجنب الازدحام، وبمرور الوقت استطاع السائق أن يكسب ود ابنة الكفيل وهي تأخذ راحتها في المقعد الخلفي من دون أن تكترث إلى نظراته أو تصرفاته، واستمرت الحال كذلك لمدة طويلة. كانت ابنة الكفيل تذهب إلى صديقاتها،وحينما تتأخر يرسل لها السائق رسالة عبر واتساب بأنه ينتظرها في الخارج، وفي يوم من الأيام جلس السائق في السيارة ينتظر ابنة الكفيل ليوصلها إلى الجامعة ووجد رسالة منها عبروتساب وظن أنها ستخبره بتغيير الموعد،لكنه فوجئ بأن الرسالة عبارة عن صورة ابنة الكفيل، وعندما رأى صورتها راودته الوساوس الشيطانية بأن يحفظ صورتها في ذاكرة الهاتف، وبالفعل أخفى الصورة ولاحظ أن ابنة الكفيل جاءت مسرعة ومنزعجة، وحينما وصلت أخبرته بأنها أرسلت له صورتها عن طريق الخطأ وطلبت منه مسحها على الفور فتظاهر السائق بأنه بدأ في عملية المسح أمامها لتطمئن إلى أنه مسحها بالفعل، علماً بأن صورتها كانت محتشمة تستخدم لبطاقات الهوية وقد أرادت إرسالها إلى صديقتها،لكنها ضلت طريقها إلى شخص تملكه الشيطان وجعله يحفظ تلك الصورة لشيء في نفسه. بدأ السائق في التفكير الإجرامي لاستخدام تلك الصورة استخداماً سيئاً يحقق عن طريقه أغراضه الدنيئة، وبعد مرور أسبوع من الحادثة طلب السائق من الكفيل أن يزيد راتبه فتعجب الكفيل من ذلك الطلب وقال له إنه اتفق معه على راتب شهري ولم يتأخر عنه، وبعد أن علم السائق بأن الكفيل لن يزيد راتبه، بدأ في تنفيذ خطته وذهب إلى صديق له يعمل فني تصميم (جرافيك) وطلب منه أن يغير صورة ابنة الكفيل لتصبح صور فتاة عارية على الشاطئ ونسخ أكثر من صورة منها، وبعدها انتقل السائق للخطة الثانية وهي مرحلة الابتزاز، وفي اليوم التالي ركبت ابنة الكفيل كعادتها في المقعد الخلفي للسيارة ليقودها السائق إلى الجامعة، وأثناء الطريق أرسل السائق الصور الخليعة إلى جوال ابنة كفيله، وفي بداية الأمر لم تتنبه للأمر، لكنه سمع صراخها وهي تنظر إلى تلك الصور وطلبت منه توضيح الأمر وهي تبكي فأجابها بكل برود أنه إذا لم تسلمه مبلغاً مالياً قيمته عشرة آلاف درهم سوف ينشر تلك الصور عبر الإنترنت، وهنا انهارت ابنة الكفيل وأخذت تبكي وهي تستمع إلى حديثه، وأخبرت أسرتها بما حدث فدخلت الأسرة في ذهول من فعل السائق الذي أمنته على ابنتها طوال تلك الفترة، وبدأ الكفيل في نصح السائق وطلب منه مسح تلك الصور، لكنه أصر على موقفه الشيطاني فأخبره الكفيل بأنه سيتصل بالشرطة ولن يسمح له بتنفيذ جريمته، وحين أحس السائق بأن خطته ستفشل استخدم سلاحاً يفتك بالفضيلة والعفاف لدى الأسرة، حيث قام بنشر الصور الإباحية المفبركة لابنة الكفيل في المواقع الإلكترونية ما أدخل تلك الأسرة في أزمة اجتماعية يصعب التعامل معها في ظل التكنولوجيا التي تنتشر فيها الأخبار والصور انتشار النار في الهشيم، ونتيجة شكوى تقدم بها والد الفتاة ألقت الشرطة القبض على السائق الخاص وتم تقديمه للنيابة وحجزت المحكمة أوراق القضية، فيما طالبت المحامية الحاضرة عن المجني عليها بإلزام المتهم بأن يؤدي لموكلتها تعويضاً مدنياً مؤقتاً جابراً للأضرار المادية والمعنوية التي أصابت المجني عليها من جراء ما اقترفه المتهم، كما طالبت هيئة المحكمة الأمر بحذف الصور التي قام المتهم بتركيبها ونشرها على الإنترنت، وبالفعل صدر قرار بحذف جميع الصور.