×
محافظة المنطقة الشرقية

الدفاع المدني يناقش الدروس المستفادة من موسم الحج الماضي

صورة الخبر

خضتُ وصديق الفيس بوك- كالعادة- نقاشًا طويلًا حول مقالي: «بورصة البشر» (05/01/2014)، فقد انتقلنا من الحديث حول قيمة الإنسان العربي والمسلم في بورصة البشر، مرورًا بما يعانيه العربي من ذل ومهانة حتى داخل وطنه، وانتهى النقاش للحديث عن البعد العربي والإسلامي في تكوين قوتنا الذاتية.. وأدرك أنني ربما أظلم الصديق العزيز بابتسار تعليقاته، لكنه كان واضحًا في تأكيده أنه فقد إيمانه بالعروبة منذ أن قرأ في مقبل عمره كتاب القومية العربية لـ»عبدالقادر قلعجي..» ومنذ ذلك الوقت أنا (مش عربي)، كما يقول، لينتهي إلى تمني «أن تعود الأمور إلى نصابها كما عادت السيوف إلى غمدها وأن نكون عربًا Arabia فقط. *** ورؤيتي هي أن دول أوربا الموحّدة بدأت تقوى اليوم نتيجة توسيع الخارطة، وليس تصغير مساحة الخريطة العربية، كما فهمت من كلام صديق الفيس بوك. فدول أوربا رأت أن وحدتها تزيدها قوة، فزاد عدد دول الوحدة الأوربية سنة بعد أخري، فانضمت دول جديدة.. وأخرى مازالت تنتظر.. بينما يرى هو ضرورة قصقصة الرداء العربي ليرتديه فقط أصحاب الثياب والبشوت دون غيرهم، وأقصد الواقعين داخل حدود الجزيرة العربية وحدهم. *** إن الإسلام والعروبة، كما يقول د. محمد راتب النابلسي، هما شيء واحد أو هما أمران متلازمان ولا تعارض بينهما، فاعتزازنا بعروبتنا ينطوي في نفس الوقت على اعتزاز بالإسلام، لأن «الإسلام إذا كان بالنسبة للعربي المسلم دينًا وتراثًا وحضارةً وتاريخًا فإنه بالنسبة للعربي عامة.. هو تراث وحضارة وتاريخ». والعروبة ليست منطقة جغرافية فقط بل انتماء، وهناك دول قد يكون انتمائها مصلحة، ولكن هناك دولا انتمت بالذوبان في العروبة فارتضت بالعروبة، مصلحة ومصير. ومثل ذلك مثل بعض المقيمين، الذين ولدوا في هذه البلاد، مثل ذلك الباكستاني الذي انتحر عندما أعادوه إلي باكستان– بلاده الأصلية – لافتقاده للبيئة التي تربى فيها، وعرفها وعايشها وأحبها فوجد نفسه في بيئة ومجتمع جديد عليه لم يألفه ولا أحبه ولا عاش فيه.. فقرر التخلص من حياته. *** وأخيرًا.. أتمنى أن تعود الأمور إلى نصابها وأن نعود أقوياء بعصبتنا التي زادتنا قوة.. فبالعروبة فقط لم تكن الجزيرة العربية في عصر النبوة تجد ما يسد أودها، وقد قرأنا عن حياة التقشف التي كان عليها الرسول صلي الله عليه وسلم وبيت النبوة.. ولم تعرف الجزيرة العربية وقتها رغد العيش إلا بعد الفتوحات الإسلامية وما كانت تغدقه أراضي الخلافة الإسلامية من خيرات على الجزيرة العربية وأهلها. ولو عدنا لما قبل النفط في بلادنا لوجدنا كيف كانت دول الجوار العربية والإسلامية تمدنا بالمساعدات، وهناك أيضًا صور لوثائق عديدة لمساعدات نقدية لبلاد الحرمين كانت ترد كتبرع من دول الجوار العربية والإسلامية، ومنها دولة السودان الشقيقة. *** وهكذا.. فإذا كنا نعيش اليوم في نعمة نرجو الله أن يحفظها.. فأرجو أن نحافظ على هذه الهبة الإلهية بتقوية أنفسنا من الداخل.. وتقوية روابطنا مع دول الجوار، وأن نقوي المؤسسات، التي أنشأناها لتقوية الرابطة العربية والإسلامية.. فقوة هذه الدول من قوتنا وضعفها من ضعفنا، فالكل يؤثر ويتأثر. ويقول المثل الشعبي: «من ليس له ماض.. ليس له حاضر».. و»اللي ياكل وحده يزور». * نافذة صغيرة: (أناطحك وتناطحني.. وما أسيبك حتى لو تبطحني). nafezah@yahoo.com nafezah@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain