وليد عثمان الأعوام في الإمارات لا تتشابه كثيراً، فالروح الوثّابة التواقة إلى بلوغ منتهى المستقبل لا تدع التاريخ والجغرافيا يستريحان عند منعطف أو بداية تقويم. يمكننا الوقوف عند هذه النقطة الفاصلة بين عامين قبل عام من الآن، لنرى الذي كان، وما هو كائن، وهذا الطموح الذي لا يستغرق كثيراً من الوقت ليصير واقعاً لا تخطئه الأعين. العام في الرزنامة وعمر الدول قصير، ما أسهل أن يفلت من العمر اثنا عشر شهراً، لكن الإمارات قادرة على تطويع كل عام من عمرها فيطول بقدر ما تشاء، وحين نقف عند نهايته لجرد ما احتضنه من أحداث نجدها تكفي أعواماً مما يعد الآخرون. تحمّل الإمارات أعوامها ما تشاء من رسائل حضارية وإنسانية، تعلم أعوامها القراءة والابتكار والانتماء للأرض والهوية. وهي تفعل ذلك، لا تغيب عن الإمارات خيرية المقاصد والأهداف، حتى أصبح اسمها والخير مترادفين في لغة الفعل السياسي الإنساني. وها نحن الآن على أبواب عام جديد تخصّه الإمارات بخيرها العميم، خيرها الذي لم يغب يوماً عن سلوك قادتها ومجتمعها، لكنها الآن ترغب في تحويله إلى منهج مكثف يستضيء به عالم يفقد كثيراً من إنسانيته، ويجنح إلى ظلمة تدمر الفطرة السوية التي جُبل عليها الإنسان. في الجرد المباشر للنجاحات، قل عن الإمارات ما شئت. وفي التقييم القريب للعام الذي يودعنا بعد ساعات، احصر كل ما تشتهي من إنجازات حققتها الإمارات على كل صعيد. تحدث عن الرجل والمرأة، الشاب والكهل، الإماراتي والمقيم. تحدث عن الفن والثقافة والأزياء والترفيه. لكل نجاحاته وما كسبه في هذا العام، وكلها تمتزج لتعكس مجتمعاً قويماً معافى يقف الآن على أبواب الخير ليدلف منها إلى عام جديد أملنا أن ينتهي، وغيره من أعوام لاحقة، بخير أيضاً.