×
محافظة مكة المكرمة

"دعوي الليث" يحتفل بختام نشاطه السنوي ويعلن إسلام 42 وافداً

صورة الخبر

قرأت تجربة إحدى السيدات الأمريكيات، وسوف ألخص وأترك للسيدة أن تحكي لكم تجربتها، وهي تقول: منذ بضعة سنوات توفي واحد من أقرب أصدقائنا فجأة وهو في منتصف حياته العملية، وتولى زوجي (دان) المحامي تصفية شركته، وذات مساء قال لي: لقد كنت أفحص شؤون ستيف، ولا بد من أن أقول لأرملته هيلين إنها يجب أن تعول نفسها، وأن تتخلى عن بيتها، كما أن ابنها يجب أن يترك المدرسة. وصدمتني الصورة أيما صدمة، فقد أدركت فجاة أنني لا أعرف إلا القليل عن شؤوننا الخاصة. وبعد أن بحثنا الموقف بإسهاب، دعاني دان بعد بضعة أسابيع أنا والأطفال إلى غرفة الطعام، وألقى على المائدة كوما من الأوراق ثم قال: «سنكون شركة عائلية، تتقرر فيها كل المسائل الخاصة بسياسة الأسرة والإنفاق بالتصويت، وسنعقد اجتماعا خاصا بالعمل مرة كل شهر، وسيكون لكم الحق أيها الأطفال في الحديث عن إنفاق مرتبي مثل الحق الذي لي ولأمكم، وسنطلق لشركتنا اسم شركة الجلسة العائلية. وامتلأت قلوب الصغار حماسة، وفي الصباح التالي كانوا يدرسون مشروعات للحصول على منزل أرخص وفي جلستنا الثانية كانت المسؤوليات ونفقات الملكية قد درست بعناية، بعد أن تعمق الأطفال في بحث الأرقام بنفس اللهفة التي أبديها أنا ودان، كان الموضوع كله جديدا مثيرا بالنسبة لهم، لقد عرفوا معنى الضرائب، وماذا ينال دافعو الضرائب مقابل نقودهم، وأخيرا اقترعنا على المنزل الجديد، وتقرر حل مشكلة الخادم في خلال شهـر. وفي الجلسة الثالثة قدمت ورقة تحوي جدول الأعمال المنزلية اليومية، وقد جاء فيها: إنني سأقوم بطهو الطعام، بينما يرتب الأطفال أسرتهم ويقوم أحدهم بتنظيف المدافئ والثاني بتنظيف الممرات، ولم يكن الأمر يسيرا دائما، فالأعمال المنزلية تثير الغيظ دائما، وتخفيض المصروفات كثيرا ما يمثل حرمانا حقيقيا. وكثيرا ما كانت الجلسات صاخبة مليئة بالمشاكسات، ولكننا تعلمنا أن نغرس في قلوب الأطفال وجهة نظر معتدلة مستقلة. وكان الاختلاف الذي ظهر على الأطفال في نهاية السنة الأولى أمرا لا يمكن تصديقه، لقد تعلموا كيف يزنون قيمة كل قرش، واكتشفوا الأثر الفعال لتجميع مواردهم للحصول على أشياء يستطيعون الاشتراك فيها معا، وكشف الاجتماع السنوي الأول أننا سددنا عشرة أقساط من ثمن المنزل، وبوليصة تأمين أخرى، وأصبحت لنا سيارة وحديقة، وملعب للتنس بنيناه بأيدينا .. انتهى كلام السيدة. وهذه تجربة ليس لي فضل فيها، فالكلمات من أولها إلى آخرها هي لها.. ولكنها تجربة أطرحها لمن يريد أن يستفيد منها، رغم أنني لم أستفِد ولا بكلمة واحدة منها. فمحسوبكم (دكتاتور ) من قمة رأسه إلى أخمص قدميه، والكلمة التي أقولها لا تنزل الأرض.