×
محافظة المنطقة الشرقية

«ورشة المحامين»: تقرير حقوق الإنسان «وردي» ومبالغ فيه

صورة الخبر

اضطرت أم فايز على مدى عامين إلى غسل الثياب بيديها نتيجة الانقطاع الدائم للكهرباء عن مدينة حلب، لكنها اليوم تنتظر كغيرها من السكان عودة الخدمات بعد أربع سنوات من الدمار والمعارك على أيدي جيش بشار وحليفة الروسي. وبعد استعادة قوات بشار الدموية السيطرة على كامل حلب، عاصمة البلاد الاقتصادية سابقا، تحتاج إعادة الخدمات الرئيسية من كهرباء ومياه وغيرها إلى المدينة أشهرا طويلة بعدما تسببت المعارك في تضرر أكثر من %50 من البنى التحتية والأبنية بشكل جزئي أو كلي. تجمع أم فايز -وهي سيدة في الخمسين من العمر- الثياب المتسخة في منزلها المظلم في حي الفرقان قبل أن تباشر بغسلها، وتقول لوكالة فرانس برس: «لم أشغل الغسالة منذ عامين، نغسل على أيدينا لكن المياه باردة جدا الآن ولم يعد بمقدوري فعل ذلك». وتروي: «حتى إننا بعنا مكنسة الكهرباء، فما الفائدة منها اليوم؟». وفي مواجهة انقطاع الكهرباء، عمد سكان حلب إلى الاعتماد على المولدات التي لا تكفي لتشغيل كافة الأجهزة الكهربائية في المنازل، كما أنها تتوقف عن العمل عند منتصف الليل حتى الصباح توفيرا للوقود. يصل أبوفايز -الرجل الستيني- بعد منتصف الليل إلى البيت المظلم. وفي الطريق من متجر بيع الحلويات الذي يملكه، لا يجد إلا إشعال الولاعة ليرى أمامه. ما إن يحل منتصف الليل في شرق حلب حتى يخفت ضجيج المحركات وتنطفئ الأضواء ويسود الظلام الدامس، باستثناء ما يتسرب من داخل المنازل من أضواء الشموع الخافتة أو شواحن تعمل على البطاريات. ويقول أبوفايز: «قبل الحرب كنا نصل ليلنا بنهارنا، لكننا أصبحنا مضطرين حاليا لإغلاق المحل مع موعد توقف المولدات». قبل الحرب، كانت محطة توليد الطاقة في منطقة السفيرة (30 كيلومترا جنوب شرق حلب) المحطة الأساسية التي تزود حلب بالكهرباء. لكنها توقفت عن العمل قبل أكثر من عامين نتيجة أضرار المعارك التي لحقت بها وبشبكة الإمدادات. وتحتاج البنية التحتية لشبكة الكهرباء في حلب إلى تأهيل كامل. وبالإضافة إلى مشاريع تزويد الكهرباء، تحتاج الأعمدة الكهربائية المحطمة والأسلاك المتشابكة في كل حي لأي عملية إصلاح كبيرة. ويقول مصدر في وزارة الكهرباء لفرانس برس: «يجري العمل حاليا على مشروعين تمولهما الحكومة لتزويد حلب بالكهرباء» بكلفة تفوق 4 مليارات ليرة سورية (نحو 8 ملايين دولارأميركي). يحتاج المشروع الأول 45 يوما لإنجازه، أما الثاني وهو الأكبر، فسينفذ على مرحلتين على مدى عام ونصف العام. وبالإضافة إلى الكهرباء، لم تسلم محطة سليمان الحلبي، محطة ضخ المياه الأساسية في حلب من المعارك. ويجري العمل حاليا على تقييم الأضرار فيها. وكانت الفصائل المعارضة تسيطر على المحطة التي تعمل فيها حاليا ثلاث مضخات من أصل تسعة. ويوضح رئيس قسم الميكانيك في المحطة عيسى كورج (42 عاما) لفرانس برس أن المضخات الثلاث توفر المياه «لمساحة لا تتجاوز %20 من الأحياء»، مشيرا إلى أن «المحطة تحتاج لأشهر طويلة» كي تستعيد سابق عهدها. ويشير مدير عام مؤسسة المياه في حلب فاخر حمدو إلى تعرض مستودعات المحطة «للسرقة»، لافتا إلى صعوبة استيراد التجهيزات اللازمة بسبب العقوبات الدولية على سوريا. ويتحدث عن «معاناة في تأمين قطع بديلة». وتبدو آثار المعارك واضحة في المحطة حيث النوافذ المكسورة والأبواب المحطمة، في حين تتدلى الألواح الحديدية من سقف طاله الدمار. وتضخ المحطة من سد نهر الفرات الواقع في شمال البلاد تحت سيطرة تنظيم الدولة، ما يشكل أيضا عائقا أساسيا أمام عملها.;