يدخل فيلم «بلال» الكرتوني رسميا سباق جائزة الأوسكار بعد أن أعلن ترشيحه عن عدة فئات وفي مقدّمها «أفضل فيلم أنيميشن». وتأتي هذه الخطوة لتسبق مباشرة مرحلة الترشيح الرسمي لهذا المحفل السينمائي العالمي. ومن المتوقّع أن يشكّل هذا الفيلم الديني الاجتماعي الأول من نوعه في العالم العربي، منافسا قويا لأفلام أخرى من فئة الأنيميشن، في سباق جائزة «أفضل فيلم» وفئات أخرى كـ«أفضل مونتاج» و«أفضل إخراج» وغيرها من الجوائز التي تدخل في هذا السياق. وجاء أول تعليق عن هذا الموضوع على لسان منتج ومخرج الفيلم أيمن جمال الذي أكّد أن الفن السابع هو من أسرع الوسائل الإعلامية وصولاً لأكبر شريحة عالمية، بل يعدّ أكثرها قوة من حيث قدرته على مخاطبة العقول والقلوب والرسوخ في الأذهان بطريقة مؤثرة وغير مباشرة. فكيف إذا كانت الرسالة التي يحملها الفيلم رسالة سامية تصلح لكل زمان وتخاطب البشر في كل مكان؟ وختم: «دخول فيلم (بلال) رسميًا مضمار السباق للترشح على جوائز هذه المسابقة العالمية، ووقوفه إلى جانب إنتاجات بارزة لأكبر استديوهات العالم، هو بحد ذاته إنجاز نفخر به سعوديًا وإماراتيًا وعربيًا، ونحمد الله على انتزاعنا لهذا الاعتراف السينمائي العالمي بجودة ما قدّمناه سواء من الناحية الفنية والإنتاجية والإخراجية، أو من ناحية المحتوى الفكري والأدبي والدرامي والقيمي». والمعروف أن فيلم «بلال» عرض في الصالات السينمائية في مختلف الدول العربية مؤخرا وبينها لبنان ودبي والأردن. وهو يتناول سيرة مؤذّن النبي «بلال بن رباح» فيسلّط الضوء على قصّة عبوديّته ومن ثم إسلامه في مدينة مكّة. ونرى في سياق القصّة كيف استطاع الصغير بلال رفع صوته عاليا والتحرر من العبودية بفضل الإسلام. وحرص مخرج الفيلم في أن يطبعه بلمسات إنسانية تشكّل عنوانه العريض بعيدا عن المشاهد الدموية والعنيفة. ووصفت صحيفة «هوليوود ريبورتر» فيلم «بلال» بأنه يحمل قصة قوية تمّ تنفيذها بجدارة لما تتضمّن من مواقف عاطفية مؤثرة. وأشارت إلى أن فريق العمل أبدع في تنفيذه من خلال تصميم الشخصيات خصوصا شخصية بلال. ويقف وراء فكرة الفيلم مجموعة من الشباب السعودي تعود إليهم شركة «بارجون إنترتيمنت» وهي متخصّصة في مجال الإنتاج الكرتوني و«أنيميشن» والمؤثّرات البصرية. أما الطبعة الإنجليزية منه (من المقرر أن يدبلج في ستّ لغات) فقد شارك فيها ممثلون عالميون أمثال توماس إيان نيكولاس وجون كاري ومارك رولستن. والمعروف أن جائزة أكاديمية السينما والفنون الأميركية المنظمة لجائزة الأوسكار الفنية العريقة، استحدثت جائزتها لأفضل فيلم رسوم متحركة عام 2002. ويشهد عام 2017 رقمًا قياسيًا من حيث عدد مشاركات الأفلام عن هذه الفئة الذي وصل إلى 27 فيلما منها فيلم «بلال» عن حياة الصحابي المسلم المعروف. وبحسب صحيفة «إندبندنت» البريطانية فإن أعضاء الأكاديمية المسؤولين عن تقييم هذه الأفلام سيواجهون تحديًا، بحيث سيكون المطلوب منهم اختيار خمسة أفلام فقط من أصل سبعة وعشرين، تندرج على لائحة الترشيحات النهائية لهذه الفئة، بينما سيحرم الباقي من نيل هذا الشرف. ويبدو أن هذا النوع من الأفلام يعيش عصره الذهبي حاليا، وهذا الأمر يظهر بوضوح من خلال كثافة الأعمال التي قبلت الأكاديمية ترشحها رسميًا. وسجّل بعضها نجاحا ملحوظا كـ«فايندينغ دوري»، الذي أخرجه أندرو ستانتون ولي أنكريش وهو من إنتاج استوديوهات ديزني وبيكسار، ويحكي قصة مغامرات كوميدية يتناول قصّة السمكة دوري التي تجتهد للالتقاء من جديد بعائلتها في عالم البحار. أما «زوتروبوليس» الذي يحكي قصة علاقة غير محببة بين الأرنب (ضابط شرطة) والثعلب الأحمر (فنان)، فيعدّ واحدا من أفلام الصور المتحرّكة التي حققت نجاحا ملحوظا على شباك التذاكر في أميركا وشاهده الملايين في أنحاء العالم كافة وهو من إنتاج استوديوهات والت ديزني أيضا. يبقى القول بأن «بلال» يأخذ منحى مغايرا تماما عن باقي الأفلام المرشحة لجائزة الأوسكار عن فئة «أنيميشن»، سواء من ناحية موضوعه الجديد أو من ناحية إنتاجه؛ إذ وضع الشباب السعودي ولأول مرة على خريطة الإنتاجات العالمية. ويذكر أن الشركة المنتجة لفيلم بلال «بارجون إنترتيمنت»، تستعد لتصوير فيلم سينمائي جديد حول قصّة إنسانية تاريخية تجري أحداثها في الأندلس. وأشار مخرج الفيلم أيمن جمال أن مراحل التحضيرات الأولية للعمل قد انتهت، وبدأت تلك الخاصة بالعملين الإنتاجي والفنّي.