×
محافظة المنطقة الشرقية

بعد 75 عاماً من الهجوم الذي هزَّ أميركا.. رئيس وزراء اليابان في "بيرل هاربر"

صورة الخبر

لم يمنعهم تكوينهم الجسمانى من العيش فى مجتمع يتعامل فيه أفراد معهم بشكل غير طبيعى، إحساسهم بالتهميش لم يؤثر على استمتاعهم بالحياة، فتراهم يتنزهون ويتجمعون ويضحكون، جعلوا من السخرية منهم تحدياً لهم، فصاروا أبطالاً فى مجالات مختلفة ورياضات مختلفة، فمن رحم المعاناة يولد الإبداع. «منذ الولادة اكتشف أهلى إن أنا شخص غير طبيعى، وعندى قِصَر شديد فى الأطراف، وهذا يُسمى مرض (القزمية)، كنت الوحيد فى عائلتى اللى أعانى من تلك المشكلة، وبسببها كنت أواجه من بعض الناس فى الشارع مضايقات وتعليقات سخيفة، أنا طبعاً ماكنتش بازعل من الأطفال الصغيرين، لكن باتضّايق من الناس الكبار، وكانت أمى كمان بتضّايق منهم، بس أنا كنت باقولها ولا كإنك سامعة حاجة، وكلام الناس ده كان هو الحافز اللى خلانى أتقدم، لإنى ماسمعتش كلامهم، لأنه لو كان أثَّر فىَّ كان زمانى قافل على نفسى وقاعد فى البيت».. هكذا تحدث عماد مدبولى، بطل العالم فى السباحة، عن نشأته وكيف استقبل طفل مثله تعليقات الناس الساخرة من تكوينه الجسدى. وأضاف «عماد» أن والده كان رجلاً رياضياً، وكان يصطحبه معه إلى النادى، وهذا ربّى بداخله إرادة قوية وتحديا للصعاب، حيث تفوق الابن فى العديد من الرياضات، التى مارسها كالسباحة والسلة وكرة القدم والكاراتيه. عن بداية علاقته بالسباحة، قال «عماد»: «بالنسبة للسباحة كنت باعوم فى الأول زى أى حد فى البحر، لغاية ما شافنى مدرب من نادى عابدين، واكتشف إن الأقزام بيندرجوا تحت الإعاقة الحركية سنة 1990، وإنى ممكن أنضم للمنتخب، وبالفعل تم انضمامى للمنتخب فى هذه السنة، وبعدها بـ6 شهور تم ترشيحى لبطولة العالم فى فرنسا، وحصلت على 4 ميداليات، 3 فضية وواحدة برونزية، وقتها كان عندى 16 سنة». بطولات عديدة فى حياة «عماد» قال عنها: «فى بطولة كأس أفريقيا سنة 1993 حصلت على ميداليتين ذهبيتين، وبعدها ترشحت مرة أخرى لبطولة العالم بمالطة سنة 1994، ودى كانت أقوى بطولة لىَّ، حيث حققت 4 ميداليات، 2 دهب و2 فضة، وحطمت وقتها الرقم العالمى فى سباق 100 متر، والذى كان دقيقة و45 ثانية، وكان رقمى دقيقة و42 ثانية، كان شعور حلو إنك ترفع عَلَم بلدك برة مصر، بعد كدة أخدت سنة 1995 3 ميداليات ذهبية فى بطولة إنجلترا، وفى سنة 1996 فى أوليمبياد أطلنطا عملت حادثة بالعربية، قبل ما أسافر بـ10 أيام، وعلى الرغم من ذلك تحديت الإصابة، وأصريت إنى أعوم، وماجبِّستش إيدى، والحمد لله أخدت المركز السابع، وطبعاً كنت حزين إنى ماحققتش ميدالية، لكن المدرب كان عارف إنى مصاب، وأخيراً كانت بطولة جنوب أفريقيا سنة 99، وجبت فيها ميداليتين، واحدة دهب وواحدة فضة». وأضاف «عماد»: «اشتغلت بنسبة الـ5% معاقين فى مصلحة ضرائب 6 أكتوبر، بس أنا ماعتمدتش على إنى من ضمن النسبة، لكن أثبتّ لنفسى ولمديرينى إنى زيى زى أى شخص طبيعى وشاطر، وعلى مستوى الرياضة تم ترشيحى مديرا إداريا لمنتخب السباحة لذوى الاحتياجات الخاصة من 2013 إلى 2015، والحمد لله قدرت إنى أساعد فى صناعة جيل تانى مع المدير الفنى، وسافرت مع المنتخب 2015 إلى إسبانيا، وحصلنا على 14 ميدالية». واختتم حديثه قائلا: «باوجِّه لكل ذوى الاحتياجات الخاصة، خاصة الأقزام، رسالة بأن ينطلقوا فى الحياة، مافيش حاجة اسمها مستحيل، وإن شاء الله لو ماكانش الواحد منهم بطل رياضى يبقى عالِم أو دكتور كبير أو أى حاجة حلوة يحقق فيها نفسه». عماد حولته السخرية منقصار القامة إلي بطل العالم في السباحة تقرير : محمد العزالي