×
محافظة المنطقة الشرقية

«الشورى» يُطالب بالحد من الارتفاعات بأسعار التأمين على المركبات

صورة الخبر

خيري منصور حين ودع العالم القرن العشرين ومعه الألفية الثانية، شاعت ثقافة متفائلة تبشر بسلام كوني؛ بحيث لا تتكرر حروب ذلك القرن الذي أطلق عليه بعض مؤرخيه اسم القرن الغاشم، ولم ينتظر المتفائلون أكثر من عام واحد حتى هز زلزال مانهاتن الكوكب، ولا تزال تردداته مستمرة عبر تجليات كثيرة، منها: السياسي والاقتصادي والثقافي. وقد يكون المؤرخ ويل ديورانت صاحب مجلدات قصة الحضارة الذي لمع نجمه في القرن الماضي هو الأقرب وربما الأدق في التعبير عن الحروب كلها، وعلى امتداد التاريخ، فقد وجد هذا المؤرخ أن التاريخ برمته حرب دائمة وما يتخلله من هدنات أو بطالة حربية ليس سوى جمل معترضة، وهي استراحات محاربين تعاد فيها الحسابات كما يعاد أيضاً شحذ الأسلحة. لهذا لا يمكن لأحد مهما بلغ من التفاؤل أن يتوقع يوماً تعلن فيه نهاية الحروب، لأن الدوافع التي تنتجها لا تنتهي، مادام هناك شهوات للسطو أو التمدد الذي يفرضه فائض القوة وبالتالي البحث عن مجالات حيوية حسب المصطلح النازي الشهير! إن مجمل ما سال من دماء خلال ستة عشر عاماً منذ بداية هذا القرن، وما بلغه عدد اللاجئين والمشردين هو أضعاف ما يمكن أن تتسبب به حروب كونية من طراز تلك التي اندلعت قبل قرن، والتي تزامن الاحتفال بذكراها مع كوارث ومجازر أضعاف ما تسببت به! إن ما يتطور في الحروب هو أدواتها، وما يستجد من تقنيات عسكرية، لكن الدوافع تبقى في نطاق الغرائز في طورها البدائي، وحين كرس الفيلسوف برتراند رسل وقته وجهده في نهايات عمره من أجل السلام كان يدرك أن ما يجب تدجنيه هو نزعة العدوان، والبحث عن متنفسات نظيفة لفائض الطاقة، وهذا يتطلب إعادة نظر جذرية في التربويات الموروثة، ومناهج التعليم! فهل هناك الآن في هذا الصخب والسعار من يحاولون ذلك؟