من أجل بناء مجتمع إسلامي حقًا بعيدًا عن الرذائل والذنوب وسوء الأخلاق والقول الفاحش، يجب أولًا تقوية الإيمان في نفوس أفراده وزرع الفضيلة في هذه النفوس المؤمنة، وبهذا إن شاء الله يكون الضمان لتركك الرذيلة لأن الدعوة الى ترك الرذيلة والتركيز على ذلك دون دعوة لتقوية الإيمان في النفوس وزرع للفضيلة هي دعوة مشكوك في جدواها ولن تؤتي أكلها ولننظر الى قول الله تعالى في محكم تنزيله فقد قال (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبًا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماءً فتيمموا صعيدًا طيبًا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم إن الله كان عفوًا غفورًا) 43 النساء وقال (وَلاَ تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً ) 32 الإسراء وقال ( يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدًا ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم ) 21 النور وقال أيضًا سبحانه وتعالى عن المؤمنات في البيعة ( يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئًا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم) 12 الممتحنة . وفي هذه الآيات وآيات كثيرة غيرها نجد الخطاب من الله سبحانه وتعالى قدره للمؤمنين والمؤمنات، ويدعوهم الى التعفف لعلمه تعالى المسبق أن قوة الإيمان تُولد في النفوس الفضيلة. والفضيلة بعد الإيمان تكون مانعًا قويًا ضد إتيان الرذيلة وارتكاب المحرمات والفواحش ولذلك قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة ذات شرف، يرفع الناس إليه فيها أبصارهم، حين ينتهبها، وهو مؤمن) رواه مسلم والبخاري وغيرهما واللفظ لمسلم. وأيضًا الإيمان القوي من نبتته الحياء في النفس والحياء يؤدي إلى اللين في القول وحسن التعامل مع الآخرين والبعد عن فاحش الفعل والقول فقد قال صلى الله عليه وسلم (الإيمان بضع وسبعون، أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله. وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان) رواه مسلم والبخاري وغيرهما واللفظ لمسلم. ولذلك وعد الله المؤمنين والمؤمنات الراضين له والآمرين بالمعروف الجنة فقد قال عز في علاه (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم(71) وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم) (72) التوبة، وعليه يجب أن تتضافر الجهود لتقوية الإيمان في النفوس وزرع الفضيلة فيها وذلك من قبل أولياء الأمور والمعلمين والمربين والعلماء وأئمة المساجد والأمهات وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجرًا من أحد سواه. oalhazmi@Gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (22) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain المزيد من الصور :