قطار التنمية الاقتصادية والحضارية الشاملة الذي جاب جل أرجاء المملكة خلال العقد الأخير كان مدهشاً بكل المقاييس، لكنه بمثابة الحلم ل70 ألف مواطن يقطنون الأحياء الشمالية لمدينة المبرز «ثاني أكبر مدن محافظة الاحساء»، فقد غيّر ما حمله قطار التنمية من حزمة مشاريع حضارية أطلقتها وزارة الشؤون البلدية والقروية ممثلة في أمانة الأحساء مشكورة من ملامح تلك الأحياء، ومعه تغيرت كثير من تفاصيل سكانه، فغدت ابتسامة الرضا تعلو وجوههم، وباتوا يرون في أحيائهم نموذجاً للانفاق الحكومي الكبير والرائع الذي تغدقه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- على مواطنيها لينعموا بعيش وارف الظلال. حالة السرور التي يستشعرها سكان النزهة وبوسحبل والمشرفة والراشدية (ج) جاءت بعد ثلاثة عقود عانوا فيها من غياب خدمات البنية التحتية، وأحال طفح المجاري في هذه الأحياء إلى برك مستنقعات، وتحملوا معها معاناة شديدة، حتى وأدت أمانة الأحساء مشكورة تلك المعاناة وحولتها إلى سعادة غامرة. مدير الصيانة وأكد مدير إدارة صيانة الطرق بالأمانة ومشرف تطوير أحياء شمال مدينة المبرز المهندس مشاري بن عبدالمحسن الخرس ل»الرياض» أن أمين الأحساء المهندس عادل بن محمد الملحم وضع في سلم أولوياته تطوير أحياء شمال مدينة المبرز فور انتهاء مشروع الصرف الصحي، وقد عملت الأمانة وفق إستراتيجية واضحة، حيث أطلقت حزمة من المشاريع التطويرية الضخمة في هذه الأحياء، وسلمتها لأكثر من مقاول في آنٍ معاً حرصاً على استكمال المشاريع في أسرع وقت ممكن مع الحفاظ على جودة التنفيذ، كل ذلك رغبة صادقة في إنهاء معاناة السكان. ولفت م.الخرس إلى أن الأمين كان يتابع بنفسه ميدانياً ومعه نخبة من مهندسي الأمانة أدق التفاصيل خلال كل مراحل تطوير هذه الأحياء. الاختناقات المرورية وقال إن الأمانة حريصة على فك الاختناقات المرورية وربط هذه الأحياء بالطريق الدائري، وهذا ما تحقق على أرض الواقع عبر نزع ملكيات ساهمت بفضل دعم الدولة في سلاسة الحركة المرورية. وأضاف م.الخرس أن المشاريع تضمنت إعادة سفلتة جميع الطرق بنسبة 100 %، كما تم استبدال كافة أعمدة الإنارة، وعملت جزر وسطية في الشوارع التجارية، ووضع فيها طوب ملون وعملت ممرات للمشاة، وأخذ بعين الاعتبار الهندسة المرورية لتدفق حركة المركبات والاستدارة وعمل التقاطعات التي وفرت انسيابية للحركة المرورية، وسهولة دخول وخروج السكان من وإلى الأحياء والارتياح الذي أبداه السكان. واستطرد أن تطوير هذه الأحياء شمل مد شبكة تصريف الأمطار، وانشاء حديقة وهي في مراحلها الأخيرة، موضحاً أنهم في الأمانة كان تواصلهم مستمراً مع المواطنين للاستماع لملاحظاتهم خلال كل مراحل تطوير، فكان ذلك سبباً رئيساً في النجاح الذي تحقق وهو ما استشعرته الأمانة من خلال ردود الفعل التي عبر عنها السكان. مشرف على مشاريع بدوره، تحدث المهندس حسين الرزق «مشرف على جانب من المشاريع» عن عمل أمانة الأحساء الدؤوب على تغيير الأوضاع في أحياء شمال المبرز إلى الأفضل، وتخليص السكان من معاناة طويلة من خلال تضافر جهود جميع المهندسين والمراقبين لما يتم تنفيذه من مشاريع، حتى غدت هذا الأحياء في صورة حضارية رائعة تسعد ساكنيها، وتسعد أكثر مسؤولي الأمانة الذين هم في حرص دائم على تلمس مكامن الخلل وإصلاحها في كل حي. منظومة الخدمات تجدر الإشارة إلى أن منظومة الخدمات التي يحتاجها المجتمع تدفقت على أحياء شمال المبرز بعد أن ألبستها الأمانة حلة زاهية، فبادرت هيئة الهلال الأحمر السعودي ولأول مرة لافتتاح مركز، وسارعت إدارة تعليم الاحساء لإنشاء جملة من المباني المدرسية الحديثة للبنين والبنات، وتدفقت معها الاستثمارات التجارية المتنوعة في هذه الأحياء فتحركت عجلة الاقتصاد والتجارة بشكل لافت. محمد الحداد «يملك مركزاً للتموين في النزهة» أثنى على الجهود التي قامت بها الأمانة ووصفها بالاستثنائية، مؤكداً أن تطوير الحي انعكس إيجاباً على الحركة التجارية. وأعرف سامي البراهيم «من سكان بوسحبل» عن سعادته والجميع بالتطوير الذي تم في الطرق والنظافة والإنارة، وشكر الأمانة على جهودها.