ـ في الوطن الواحد لا يثيرني أبداً أن يكتب الشيعة بياناً يؤكدون فيه انتماءهم، ولا أن يكتب أحد شعرائهم قصيدة عصماء في حب الوطن؛ أراهم مخلوقات عادية جداً مثلنا تماماً، ولذلك تزول الدهشة والانبهار وبالتالي الاحتفاء، وتحل (المونة) والحياة الطبيعية التي نمارس فيها البهاء بصدور رحبة وقلوب متآلفة. ـ في الوطن الواحد لا ميزة لشيعي بسبب مذهبه، ولا لسني بسبب مذهبه فلهما نفس الحقوق وعليهما نفس الواجبات أو على الأقل هذا ما أؤمن به وأتمناه في كل وقت؛ فلماذا تحتفون ببيانات الشيعة وكأنهم مخلوقات من عالم آخر؟! حتى مفردة (إخوتنا) هذه لست مقتنعاً بها لأنني عندما أتحدث عن السني لا أقول أخي السني بل أقول فلان؛ هل عرفتم الفرق الذي أعنيه الآن؟! ـ تجاوز هذه النظرات والاحتفاءات المبالغ فيها مهم جداً حتى نشعر بطبيعتنا وعاديتنا في التعامل مع بعضنا، وأظن أن من يحتفون ببيانات شيعة المملكة يوصلون رسالة تباين واصطفاف ممجوج لا أحبها بالمرة مهما كانت منطلقاتهم نبيلة وتصالحية وهي كذلك بالفعل. ـ خذوا بيانات الناس وأفعالهم بمنظار وطني وعبر شاشة وطنية، أما المذهبية الخانقة فليست لنا ولا يجب أن تكون، ولو ذهبت إلى القطيف لبحثت عن منزل أستاذنا جعفر الشايب أو توفيق السيف أو نجيب الخنيزي وحللت عليهم ضيفاً غصباً عنهم باسم الحب، ولو جاءوا إلى رجال ألمع فسيكون منزلي مفتوحا لهم.. هذه قناعاتي. ـ لا أراه بياناً شيعياً من إخوتنا الشيعة بل بياناً وطنياً من مواطنين مملين مثلنا لهم نفس العاهات والمشكلات، وكذلك الأحلام والأماني؛ فهل باحتفائكم ترحبون بهم في وطن شاركوا أصلاً في بنائه مثلكم؟! حينما يصدر بيان من القاعدة أو حزب الله في المملكة نحتفي جميعاً بعودة الضالين وندمهم، وما سوى ذلك لا.. صباحكم وطن.