×
محافظة المنطقة الشرقية

الرياض.. «أضرار المخدرات والتدخين» برنامج توعوي بمتنزه عكاظ البيئي (صور)

صورة الخبر

جالساً أتناول وجبة العشاء مع الأصدقاء في أحد المطاعم المميزة في مدينة الكويت، وإذا بي ألتفت يميناً فأرى أحبابنا من دولة الامارات وألتفت يساراً فأرى نفس المشهد، حتى أصبحت اللهجة الإماراتية الجميلة تطغى على المكان، وفي قرارة نفسي كنت اشعر بسعادة بالغة بوجود أحبابنا الإماراتيين وسط إخوانهم في الكويت، فأصابني الفضول فرحت أتساءل عن سبب تواجد إخواننا الإماراتيين وبكثرة في هذه الأيام فعلمت ان لديهم عطلة العيد الوطني وفضلوا أن يقضوها بين أشقائهم في الكويت. فمن يلاحظ الكويت في عطل نهاية الأسبوع سيكتشف ان أشقائنا من دول الخليج يملؤون الفنادق والمطاعم والمقاهي والأسواق التجارية، وعندما يحين موعد العطل لأشقائنا الخليجيين -خصوصاً القصيرة منها- نراهم يتواجدون وبشكل لافت، حيث أكدت آخر الإحصائيات أن أعداد الزوار الخليجيين في الكويت بدأت في النمو حيث بلغ عددهم في عام 2015 ثلاثة ملايين زائر بزيادة بلغت نصف المليون مقارنة بعام 2014 ومن المتوقع أن يكون العدد في تصاعد في نهاية عام 2016، وهذا يعطي لنا رسالة واضحة أن هناك مزايا سياحية في الكويت جعلتهم يتركون بلادهم ليقضوا بضع أيام وسط أشقائهم. ولعل هذا الإقبال يجعلنا نتساءل ماذا لو كنا نهتم أكثر بالسياحة؟ فالمشاريع التجارية في الكويت في معظم الأحيان تنجح وذلك لإقبال المواطنين عليها فنحن شعب يُفعل السياحة الداخلية بنفسه وأصبح إخواننا الخليجيين هذه الأيام عوناً لنا في ذلك، فلماذا لا يُلقى كل ذلك الاهتمام لنصل لنتيجة أفضل تعود بالنفع على البلد وعلى المستثمر؟ فالكويت لديها الموارد لذلك، فماذا لو تم استغلالها بشكل سليم؟ وماذا لو دعمنا الاحتفالات الرياضية والفن والثقافة؟ وماذا لو كان لدينا مطار على مستوى عالٍ؟ وماذا لو كان لدينا مشاريع سياحية ضخمة تضاهي دول المنطقة؟ قد تكون الكويت تفتقر للكثير من الأماكن السياحة التي تشتهر بها الإمارات أو قطر أخيراً، إلا أننا مازلنا نُعتبر وجهة سياحية مميزة لإخواننا الخليجيين فدعونا نستثمر هذه الفرصة وهي السياحة الخليجية التي بدأت بالازدهار أكثر في بلدنا، ولذلك نحتاج أن نهتم أكثر في القطاع السياحي ونعزز الاستثمارات السياحية، وهذا لا يحتاج لدعم حكومي كبير في ظل حال «التقشف» التي تعيشها البلاد، فنترك الفرصة أكثر للمستثمر الأجنبي والقطاع الخاص ليتوليا هذه المهمة، ويشترط في ذلك أن تكون المنافسة مفتوحة وليست محصورة على مجموعة معينة مع تحفيز أصحاب الحرف والمشاريع الصغيرة في الدخول في القطاع الخاص ويوازي ذلك نظام رقابي يُقوم عملهم، فبالتأكيد حينها سوف نحقق هدفين مهمين فنطور السياحة الخليجية في بلدنا ونعزز السياحة الداخلية، فنستقطب المقيم والمواطن الكويتي – الذي أصبح يقضي معظم إجازاته خارج البلاد – والسائح الخليجي فيكون لدينا سياحة خليجية مميزة، وقد يتسع النطاق مستقبلاً فنستقطب سياحا من خارج الخليج وهذا هو هدفنا المقبل. * كاتب كويتي Twitter: @Aziz_815