×
محافظة المنطقة الشرقية

الذهب يتراجع من أعلى مستوياته في ستة أشهر

صورة الخبر

نتحدث عن سلبيات التطور المتلاحق في وسائل التواصل الاجتماعي من جهات محدودة، ونتناسى سلبيات مرعبة جدا لهذا التطور التقني الذي نغرق به ونحن لا نجيد السباحة ببراعة، اصبحنا تافهين بذائقتنا بكل ما تعنيه هذه الكلمة وبصراحة ومن دون زعل، لم يعد لدينا اي معايير للذائقة الحقيقية. من المدرسة وصلتنا وعن طريق مربي الاجيال كثير من المقاطع المصورة المؤلمة والخادشة لأبسط معايير الذوق والانسانية، اصبح التهريج والفكاهة السخيفة طريقا لنجومية شخصيات تافهة بكل ما تعنيه هذه الكلمة. هذا "شخصية مشهورة" عندما يطلقها الصغار على احدى الشخصيات التي نفشت ريشها في مجتمع بلا ذائقة، تجعلك من باب الاهتمام تبحث عن معايير او اساسيات هذا النجاح والشهرة التي حققها هذا الشخص الهلامي، فلو كان مشهورا على الانستغرام مثلا لان متابعيه يتجاوزون ربع المليون، ستجد نفسك غير مصدق للصور التي يضعها هذا الشخص لنفسه وتحقق آلاف الاعجاب، صورته وهو "صاحي" من النوم او وهو يستهبل ومطلع لسانه او احيانا صورة لحذائه اكرمكم الله، نعم وصلنا لهذا المستوى المتردي! وضعناهم نجوما ومشاهير واصبح التصوير معهم لدى كثير من صغار السن أمنية، وهذا من وجهة نظري خطر كبير جدا ينعكس وسينعكس على التركيبة الثقافية لدى مجتمعنا والصغار خصوصا، لا يوجد مضمون ولا يوجد اي معايير للذائقة، تهريج واستخفاف، وهذا للاسف ناتج من الانغلاق الذي عاشه مجتمعنا للاسف منذ بداية الصحوة، فالمجتمع السعودي غالبيته "أمي" الثقافة، مازالت مسألة ارسل تؤجر وسوف تعذب اذا ما اعدت ارسالها غالبة بهذا المجتمع المنقاد بسهولة للشائعة والتحليلات السياسية الخرافية، وقصص قبض الهيئة على امرأة ورجل بمطعم وغيرها من القصص. مازلنا بسيطين في تأثرنا، مشهد بسيط لما يحدث بالعراق او سوريا وتغريدات من اشخاص معينين تجعل آلاف الشباب يبحثون ومن دون وعي عن الجهاد والحور العين، ومازلنا وبصراحة يوجد لدينا التافهون الذين تتصدر كتبهم الاكثر مبيعا لايماءات جنسية سخيفة وغير مقبولة ومطالب من أجازها كما حدث مع الدانيت وغيرها. في اغنيتنا التي كانت المتنفس الوحيد لأجمل القصائد اختفت الذائقة، اصبحنا نستمع لكلمات اغاني دون المستوى، فقط لأن اصحابها اثرياء وهم الذين يدفعون حاليا، بعد ان كانت الساحة الغنائية في السعودية خصوصا بالنسبة إلى نجوم الشعر لمن يدفع اكثر وهذا الامر اوجد لدينا احيانا مزادات لبيع الكلمات والمستفيد بطبيعة الحال المستمع والمغني في الوقت نفسه، اما حاليا فاعتقد ان المستفيد الشاعر التاجر والمغني فقط..!! للاسف اصبحنا بلا ذائقة، تافهين في مشاهدات كثير منا عبر اليوتيوب، وتافهين في تعاملنا مع وسائل التواصل الاجتماعي، والامر الاشد مرارة اننا نعيش تعصبا في الرياضة خصوصا، وفي الوقت نفسه نحتفل ببعض قيادات هذا التعصب لكي يحاضروا للجمهور عن العكس!! انا مش سعودي.. انا لبناني مقطع بسيط تداولناه وحقق مشاهدات كبيرة ولكن ما السبب في ذلك، هل كان بالفعل يستحق ذلك.. آه يا سعودي..!!