×
محافظة الرياض

مبادرة طيبة

صورة الخبر

النسخة: الورقية - سعودي يبدو أن معرض الكتاب مع نهاية كل دورة له يشعل حرباً خفية جديدة، تطاول كل عام واحداً أو اثنين ممن «اكتسحوا» المبيعات بكتبهم، حرب جنودها مرتزقة، يسهل تجييشهم، وإشعال حماستهم، فإذا ما احتدم الخطب، وبلغت «الهاشتاقات» المنابر، خشي الحاقد من عواقب لا قبل له بها، فصاح منتحباً فيمن تضرر ظلماً وعدواناً «حللني» طالباً أن يبيحه، بعد خراب «سمعوي» امتد من عرعر إلى «سامطة». الشهرة مشعلة للغيرة والحقد، وهذا ديدنها في كل مكان، بيد أنها هنا، وفي بعض من حول هنا تجد لها دروباً لا تجدها في بقع كثيرة، فيكفي تحريف جملة، أو اختلاقها في نسخة إلكترونية مزوّرة، أو حتى تأويلها بنظرة شك واسترابة أن تثير العامة ممن يخشون أن يكشف كتاب رومانسي أغطية رجولتهم، أو كتاب فكري عورة عقولهم، أو «تغريدة» بين أخواتها نعيقهم الاجتماعي البائد. في أماكن أخرى حول العالم يسهل للمؤلف المشهور رصد الإساءة إليه، أو إلى منتجه الفكري، فالمحامون أكثر من الهم على القلب، ومن قبل ذاك فدار النشر غالباً لها جهاز قانوني حرفته متابعة الحرف وحفظ حقوقه، بينما الفقراء المساكين مشاهير الحرف لدينا بالكاد يستطيع الواحد منهم أخذ وريقة رسمية تفسح كتابه، ومثلها نسخة من فاتورة من دار النشر، وما يجده من ظلم وتزوير عليه أن يحتسبه ضمن احتسابات في حياته، تبدأ مع ضعفه وقلة حيلته عندما «أدركته حرفة الأدب»، الضعف الذي يجعله لا يستطيع حتى توثيق حسابه في «تويتر»، ليس لأنه مكلف فقط، ولكن لأن «ما هنا شيء يسوى». غار صاحبكم الشاعر أو الروائي أو المثقف الكبير من كاتب أصغر سناً، أو كاتبة بالكاد أجادت شد طرحتها على رأسها، فأرسل من وراء شاشة شرارة أشرك فيها حتى جماهير الكرة المتعصبين، لينالوا من غريمه الذي اعتقد أنه سبب عدم عمق القراء/ الزبائن في معرض الكتاب إلى الدرجة الكافية حتى يصل إلى الطبعة «الطعشية» من كتابه. إنها صورة اتصالية جديرة بالتأمل، ووضع قانوني تفرزه حال اجتماعية تبحث عن أي مركب تشرعه لحرب خفية، ينفس عن كبتها ومخزونها اللفظي من الشتم والتشفي فيمن اشتهر وبات قاب قوسين أو أدنى من افتتان الصبايا به، وربما اقترب من الشهرة والمال إلى الحد الذي لا يستحقه كتابه أو حرفه من وجهة «حسدهم». الجمهور تغير، والجماهيرية بالتالي تفعل، وما مخاض السباق نحو شباك العقول مروراً بشباك الجيوب إلا الحال الحقيقية التي قد تنشئ سوقاً للنشر، تتعافى بنفسها، فتلفظ غثها طواعية، ويظل سمينها شامخاً على رفوف كل مكان لعقود من الزمن. الذائقة التي تزف كتاباً للقمة يجب أن تكون لها الحرية نفسها التي للمبدع، وكما هناك أغان ظلت تطربنا على الدوام، هناك أخرى تبهجنا لفترة محدودة من الزمن، وكذا تفعل الكتب واللوحات والمسرحيات.   mohamdalyami@