أقر مجلس الوزراء اللبناني أمس البيان الوزاري بعد اتصالات مكثفة كانت أبرزها بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الوزراء تمام سلام، وتوصل المجلس إلى إقرار البيان الوزاري في صيغة حل تؤكد الحكومة من خلاله على واجب الدولة وسعيها لتحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني المحتل من بلدة الغجر بشتى الوسائل المشروعة مع تأكيد حق اللبنانيين في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي ورد جميع الاعتداءات الإسرائيلية واسترجاع الأراضي المحتلة. وقد أنقذ البيان الوزراي حكومة سلام من الاستقالة بتسوية بين أطراف الحكومة، فيما أوضح وزير الثقافة روني عريجي، أن «الاتصالات المكثفة على أعلى المستويات انضجت تسوية البيان الوزاري داخل مجلس الوزراء»، وقال عريجي: «نستطيع بالعمل اليومي للحكومة ردم الهوة بين الفرقاء وألا نتوقف عند بعض العبارات أو الكلمات»، لافتًا إلى أن موقف الثامن من آذار من المقاومة مبدئي في كل الظروف والأوقات. من جهته، اعتبر وزير الإعلام رمزي جريج أن «البيان الوزاري ليس دستورًا بل هو برنامج حكومي معين للمرحلة التي ستحكم بها»، مشيرًا إلى أن «الحكومة عمرها قصير لأنه ينتهي عند انتخاب رئيس الجمهورية»، ولفت جريج، في حديث إذاعي أمس، إلى أن «البيان مقتضب ووضع عناوين المرحلة المقبلة من الإنتخابات الرئاسية إلى الإنتخابات النيابية، وتمّ بحث موضوع المقاومة التي شكلت خلافًا وتطلبت اجتماعات عدّة لحلها»، وأكّد جريج أن «الكل سعى إلى تأمين التوافق على هذا البند»، مشددًا على أن «الرئيس تمّام سلام كان مصرًا على الاستقالة منذ الاجتماع الأول لمجلس الوزراء يوم الخميس، ولكنه تراجع عن هذا الأمر نزولاً عند رغبة جميع الأطراف، ولكن هذا الأمر كان ما زال مطروحًا نظرًا لعدم قدرته على تحقيق أيّ تقدم». من جهة أخرى، ارتفعت حصيلة الاشتباكات في مدينة طرابلس الساحلية بشمال لبنان بين منطقتي باب التبانة وجبل محسن منذ اندلاعها الخميس إلى 9 قتلى و50 جريحًا وقال مصدر رسمي لبناني أمس السبت: إن حصيلة الاشتباكات في طرابلس منذ اندلاعها حتى الساعة، وصلت إلى 9 قتلى و50 جريحًا، وتابع المصدر: «شهدت ليلة الجمعة- السبت اشتباكات عنيفة على كافة المحاور، استخدمت خلالها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية من عيار ب 7 وب 10». وقامت وحدات الجيش اللبناني الموجودة في المدينة بالرد على مصادر النيران بالأسلحة المناسبة، وأضاف المصدر: إن حدة المواجهات تراجعت صباح السبت مع استمرار سماع الطلقات النارية المتقطعة، فضلاً عن رصاص القنص الذي يستهدف كل شيء متحرك، وأدت الاشتباكات إلى إصابة حركة السير بالشلل وتم تعليق الدروس في المدارس والجامعات والمعاهد، وتشهد طرابلس بين الحين والآخر اشتباكات بين منطقتي باب التبانة ذات الأغلبية السنية، الموالية للمعارضة السورية وجبل محسن ذات الأغلبية العلوية الموالية للحكومة السورية، راح ضحيتها مئات القتلى والجرحى.