بعد أن قدرنا في الحلقة السابقة حاجتنا إلى تدريب 69 ألف طبيب سعودي خلال ربع القرن القادم، نأتي إلى تقدير حاجتنا إلى الفنيين الصحيين بعد ربع قرن أي في عام 1460 هجرية. • يعمل في المملكة حاليا 213 ألف فني صحي بما في ذلك هيئة التمريض، و69 ألف طبيب . أي أن لدينا 3 فنيين صحيين مقابل كل طبيب، وهو معدل متدن بكل المقاييس. والمفروض أن لا تقل نسبة الفنيين الصحيين عن 8 ــ 10 لكل طبيب. • ومن بين مجموع الفنيين الصحيين يوجد 98 ألف فني صحي سعودي (46% من مجموع الفنيين الصحيين). • وإذا ما نظرنا إلى القطاع الصحي الأهلي نجد أن نسبة الفنيين الصحيين السعوديين إلى مجموع الفنيين الصحيين لا تتجاوز 3%. مما يستدعي إعادة النظر في النظم المتعلقة بتوطين الوظاف. • فإذاما كنا نتطلع إلى أن يكون لدينا في عام 1460 هجرية 138 ألف طبيب ما بين مواطنين ووافدين. لكي نحافظ على المعدل الحالي 500 وهو نسمة لكل طبيب. • وإذا ما خططنا لأن يكون لدينا 8 فنيين صحيين (بما في ذلك هيئة التمريض) لكل طبيب وجب أن يكون لدينا مليون ومائة ألف فني صحي (سعودي وغير سعودي) ذلك لكي نحقق التوازن بين أعداد الفنيين الصحيين و الأطباء. • وإذا أردنا أن نرتفع بنسبة الفنيين الصحيين السعودين إلى مجموع الفنيين الصحيين من 46 % (النسبة الحالية) إلى 70% لوجب أن يكون لدينا 772 ألف فني صحي سعودي علما بأن الموجودين حاليا ــ والله أعلم ــ لن يكونوا متواجدين يومذاك بسبب الوفاة أو التقاعد أو تغيير طبيعة العمل. • وإذا ما أردنا أن يكون 25% منهم من حملة البكالوريوس ( يسمون في هذه الحالة أخصائيين صحيين ) و 75% من حملة الدبلوم لوجب علينا أن ندرب خلال 25 سنة 193 ألف أخصائيين صحيين من حملة البكالوريوس و 572 ألف فنيين صحيين من حملة الدبلوم.. من الواضح أن هذه الأرقام تقديرية. علينا أن نتدارسها بموضوعية وفي إطار خطة عمل طويلة المدى نحدد من خلالها ليس فقط أعداد الأطباء والأخصائيين والفنيين الصحيين الذين سنقوم بتدريبهم وتأهيلهم ولكن أيضا تخصصاتهم وتوزيعهم الجغرافي والمهني وطبيعة الأعمال التي سيقومون بها والعلاقات المتداخلة بينهم ومعايير الجودة في تعليمهم وتدريبهم وعملهم. سلسلة من الإجراءات بدونها لن نستطيع أن نوجه مواردنا المالية الوجهة الصحيحة ولا أن نقدم الرعاية الصحية التي نتطلع إليها. وكلنا يعرف أن القوى البشرية هي عماد الرعاية الصحية وركيزتها، تأتي في أهميتها قبل المنشآت والأجهزة والمعدات.