كشف تقرير لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" اليوم الأربعاء (21 ديسمبر/ كانون الأول 2016) عن قيام تنظيم داعش في الموصل باستهداف "متعمد" للمدنيين الذين يرفضون مرافقتهم إثر انسحابهم من بعض احيائها. وتخوض قوات عراقية منذ اسابيع مواجهات داخل الموصل تمكنت خلالها من استعادة عدد من الاحياء في الضفة اليسرى من المدينة في إطار عملية انطلقت منتصف اكتوبر، لاستعادة السيطرة على المدينة. وافاد تقرير للمنظمة حصلت "فرانس برس" على نسخة منه، نقلا افادات أكثر من 50 من سكان احياء شرق الموصل، "وقوع 18 عملية قصف بالهاونات او هجمات قنص او تفجير سيارات او انفجار عبوات ناسفة، نفذها "داعش" بشكل عشوائي او مباشر ضد المدنيين". كما تحدث شهود عن ثلاث غارات جوية استهدفت مقاتلي "داعش" كانوا على أسطح منازل او في ازقة ضيقة ما "أسفر عن مقتل مدنيين"، وفقا للتقرير. واشار التقرير الى "مقتل 19 شخصا واصابة عشرات المدنيين بجروح جراء هجمات من كلا الجانبين" بين الاسبوع الثالث من نوفمبر والاسبوع الاول من ديسمبر. واكد شهود ان "عناصر "داعش" أبلغوهم شخصيا وعن طريق مكبرات الصوت في المساجد ان من يرفض الانسحاب سنعتبره من "الكفار" وبالتالي اهدافا مشروعة مثل القوات العراقية وقوات التحالف"، وفقا للتقرير. وقالت نائبة مديرة قسم الشرق الاوسط في "هيومن رايتس ووتش" لمى فقيه بانه "لو كان التنظيم يكترث حقا للناس المحاصرين (...) لسمح لهم بالفرار الى بر الامان، لكنه بدلا من ذلك يقتل ويصيب الناس عشوائيا او عمدا لرفضهم ان يكونوا دروعا بشرية". ودفعت المعارك الى نزوح أكثر من مئة الف شخص من الموصل ومناطق حولها منذ انطلاق العملية، لكن مازال هناك اكثر من مليون شخص يعيشون داخل الموصل، 600 الف تقريبا في جانبها الشرقي. وتعد الموصل ثاني أكبر مدن العراق التي أعلن منها التنظيم الجهادي دولة "الخلافة" عام 2014، اخر أكبر معاقل الجهاديين في البلاد.