تبنى مجلس الأمن بالإجماع اليوم (الإثنين) قراراً يطالب بإرسال مراقبين دوليين لمراقبة عمليات الإجلاء من شرق حلب وسلامة المدنيين الذين بقوا فيها، وفقاً لمسودة قرار أعدتها فرنسا. ودعت الدول الـ15 الأعضاء «جميع الأطراف بإتاحة وصول آمن وفوري ودون عوائق لهؤلاء المراقبين» ومسؤولين آخرين لمراقبة إجلاء المحاصرين من آخر جيب تحت سيطرة الفصائل المعارضة في المدينة. واستؤنفت عمليات الإجلاء مع خروج حوالى 3500 شخص من الأحياء المحاصرة صباحاً بعد تأخير استمر ساعات. وأكد المدير الإقليمي لـ«منظمة الأمم المتحدة للطفولة» (يونيسف) «إجلاء 47 طفلاً كانوا محاصرين في دار للأيتام شرق حلب وبعضهم في حالة حرجة نتيجة الإصابات والجفاف». وأفاد «المرصد» بأن عشر حافلات تحمل أناساً تم إجلاؤهم غادرت قريتي الفوعة وكفريا المحاصرتين في ريف إدلب عبر منطقة واقعة تحت سيطرة المعارضة متجهة إلى حلب، فيما قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو «تم إجلاء نحو 20 ألفاً من شرق حلب حتى الآن والجهود مستمرة لإخراج المزيد»، وكان أعلن في وقت سابق إجلاء 12 ألفاً. ويطلب القرار من الأمم المتحدة القيام بـ«مراقبة مناسبة وحيادية ومباشرة لعمليات الإجلاء من شرق حلب وأحياء أُخرى في المدينة»، ويطلب من الأمين العام بان كي مون اتخاذ خطوات عاجلة للسماح للمراقبين بالإشراف على «سلامة المدنيين» والتشاور مع الأطراف المعنيين بشأن عملية الانتشار. وقال السفير الفرنسي فرنسوا ديلاتر إن التواجد الدولي سيحول دون تحول حلب الى سريبرينيتسا أخرى، حيث قُتل آلاف الرجال والفتيان البوسنيين في العام 1995، عندما سقطت البلدة بيد قوات صرب البوسنة. ومن جهتها، قالت السفيرة الأميركية سامانثا باور إن هناك 118 من موظفي الامم المتحدة في غرب حلب يمكن إرسالهم بسرعة الى شرق المدينة لبدء عملية المراقبة. واضافت رداً على سؤال حول سرعة انتشار المراقبين ان «هدفنا ان يتم ذلك على الفور». وأعلنت روسيا إنها كانت على تواصل مع حكومة دمشق خلال المفاوضات حول القرار الدولي وهي من حيث المبدأ موافقة. وقال السفير الروسي فيتالي تشوركين «بقينا على اتصال بزملائنا السوريين هنا طيلة الوقت كي يكونوا مطلعين على العملية، ولم يثيروا اي اعتراضات مهمة على ما توصلنا اليه». وكانت روسيا هددت باستخدام حق النقض «فيتو» على نص أول وزعته فرنسا الجمعة، لكن بعد اربع ساعات تقريبا من المشاورات الأحد، تم التوصل الى النص الأخير الذي أقر. ومن المقرر ان يرفع بان كي مون تقريرا الى مجلس الامن في غضون خمسة أيام حول ما اذا كانت الحكومة السورية اتاحت دخول المراقبين، بعد ان كانت أعاقت في شكل متكرر دخول مساعدات دولية. من جهته، اتهم السفير السوري بشار الجعفري القوى الغربية بانها تبذل اقصى جهودها لارسال مراقبين الى شرق حلب لانقاذ ما قال انهم جواسيس أجانب يدعمون المعارضة، مؤكداً أن «الهدف الرئيس هو كيفية انقاذ هؤلاء الارهابيين الأجانب وضباط الاستخبارات»، مؤكداً ان حكومته ستلتزم بالقرار ونفى ان تكون منعت وصول مسؤولي الامم المتحدة في السابق. وختم قائلاً إن «آخر الارهابيين في بعض مناطق الجزء الشرقي من حلب يقومون بإخلاء معقلهم. حلب ستكون نظيفة هذا المساء». وفي سياق منفصل، نفت تركيا إبرام أي «صفقة» سرية مع روسيا حول مستقبل سورية، وذلك قبيل اجتماع وزاري مهم يشمل إيران. وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية التركية «لا نرى الأمر ضمن هذا السياق»، مضيفاً «المسألة ليست أننا نقوم بصفقة ما». وتابع «الناس يتطلعون لرؤية مزيد من النتائج». وتأتي تصريحاته عشية اجتماع بين وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو ونظيريه الروسي سيرغي لافروف والايراني محمد جواد ظريف يعقد غداً في موسكو حول سورية. وقال المسؤول التركي إن «الروس اقترحوا أن تجتمع تركيا وروسيا وايران لإيجاد حل، على صلة بحلب مبدئياً، ويمكن توسيعه ليشمل مدناً أخرى»، مشدداً على أن أنقرة «مصممة على موقفها في وجوب رحيل الأسد لكي يمكن التوصل الى حل في سورية». ومن جهتها أفادت وزارة الدفاع الروسية في بيان بأن اجتماع الغد «سيتركز على كيفية حل الصراع المستمر منذ سنوات في سورية وعلى تنفيذ قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة». ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الخارجية سيرغي لافروف قوله للصحفيين «نأمل في أن نتحدث بالتفصيل وبعبارات واضحة مع أولئك الذين يمكنهم تحقيق تحسن في الوضع على الأرض في حين ينشغل شركاؤنا الغربيون بدرجة أكبر بلغة الخطابة والدعاية ولا يؤثرون على من يستمعون لهم».