على رغم أن تاريخه الفني لا يتخطى سنوات فإن بعض نجوم الأغنية في العالم العربي يحاول تأكيد أن نجوميته تستحق برامج ومسلسلات عن حياته الشخصية. فبعدما قدم تامر حسني برنامج «قصة صعود»، يستعد محمد حماقي لتقديم برنامج آخر يقدم فيه أهم المحطات في حياته الفنية وهناك مفاوضات بينه وبين تلفزيون الحياة حول هذا الشأن. كما يتردد أن شيرين عبدالوهاب تجهز لبرنامج تلفزيوني عن مسيرتها الفنية، وهناك برنامج يتم التحضير له عن قصة حياة المطرب الشعبي سعد الصغير. هذه الظاهرة لاقت انتقادات حادة، ولهذا سألت «الحياة» رأي مجموعة من الموسيقيين وأهل الفن. الموسيقار حلمي بكر أكد أن ما يحدث انعكاس للفوضى الغنائية التي تسيطر على الساحة الفنية، وأضاف: «موضة البرامج التلفزيونية تظهر إفلاس المطربين، فبدلاً من التركيز على تطوير مستواهم الفني وتقديم أعمال غنائية راقية اتجهوا للترويج لأنفسهم ببرامج دعائية. وسبق للمطرب عمرو دياب أن قدم برنامج «الحلم» ولكن مشواره يستحق أن يرصد محطات مؤثرة في تاريخه الفني، فعلى رغم أنه واجه انتقادات في السنوات الماضية إلا إنه تواصل مع الشباب ولفت الأنظار». وشدد بكر على أن الفضائيات هي السبب في الحـــالة التي يعيشها بعض المطربين الشباب، «فهم يستميلونهم بأي طريقة طمعاً في رضى جمهور المراهقين المتابعين لهم، وهناك ساعات إرسال مطلوب تعبئتها بأي برامج بغض النظر عن المضمون». أما الفنان الشعبي سعد الصغير فيبدو أنه ما زال يفكر في تقديم برنامج يتناول حياة المطربين الشعبيين والمشاكل التي تواجههم، وهو لم يتخذ قراراً بهذا الشأن رغم أنه تلقى أكثر من عرض من بعض الفضائيات المتخصصة في الغناء الشعبي. وأكد سعد أنه استمتع ببرنامج الفنان تامر حسني، «فهو نجم استطاع لفت الأنظار رغم كم الإنتقادات الموجهة إليه، ما يؤكد أن هناك من يحارب نجاح الفنانين ويقلل من مجهودهم، وأن النقد الموضوعي لم يعد موجوداً بالشكل المناسب». الفنانة شذى رأت أن من حق أي مطرب تقديم الأعمال التي تناسبه وقالت: «موضوع برامج قصص حياة المطربين أخذ أكبر من حجمه لأن المشاهد هو الوحيد القادر على تحديد ما يستهويه. ثم ان هذه الانتقادات تذكرنا بما حدث بالنسبة الى ظاهرة الفيديو كليب في بدايتها». وأوضح الشاعر أمير طعيمة أن التنافس بين الفضائيات الغنائية جعلها تحاول تقديم أعمال متميزة لذلك يتعاقدون مع نجوم الغناء الشباب لتقديم بعض الحلقات التي تحكي كيفية وصولهم الى قلوب الناس. ورفض طعيمة توجيه إتهامات للمطربين مؤكداً أن هناك سلبيات لكنها مرتبطة بتدهور صناعة الغناء، «فهناك حالة من البطالة التي حاصرت الوسط الغنائي، ولهذا يحاول بعضهم أن يجتهد لتقديم بعض الأعمال المختلفة». أما المخرج سامح عبدالعزيز، أحد أبرز مخرجي الفيديو كليب قبل أن يتجه إلى الدراما، فأكد أن موضة تقديم برامج حول السيرة الذاتية للنجوم ستنتهي قريباً ولن يظهر برنامج جديد إلا بعد أن يتأكد صاحبه أنه يستحق بالفعل أن يقدم برنامجاً عن حياته. وأوضح سامح أن تدهور صناعة الغناء انعكس على ميول المطربين ونشاطهم ولذلك فإنهم يحاولون تقديم أي شيء جديد لكسر حالة التراجع التي حاصرتهم طوال الفترة الماضية. الناقدة ماجدة خير الله أكدت أنها لا تعرف مبرر المطرب تامر حسني حتى يتم تقديم برنامج يرصد إنجازاته، ورأت أن تجربته ليس لها ثقل حتى يظهر برنامج عنها. وأضافت: «حتى أن عمرو دياب حينما قدم قصة حياته في حلقات برنامج «الحلم»، لم يسلم من انتقادات الجمهور على رغم انه له مبرره كونه منذ ثمانينات القرن العشرين في عالم الغناء وأثر بشكل كبير في أجيال عدة». وأشارت ماجدة إلى أن تامر مثله مثل كثر من المطربين لم يقدم منتجاً فنياً بارزاً، يخدم الغناء العربي. وأعرب أحمد سعد عن دهشته ممن يقدمون برامج عن حياتهم الشخصية وهم «لم يقدموا سوى بعض الأغنيات القليلة ولم يتركوا بصمة حقيقية في الساحة الغنائية كما أن مؤهلاتهم الصوتية ضعيفة جداً»، كما قال. ووجه انتقادات للفضائيات التي تركز على هذه البرامج بدلاً من دعم المواهب الشابة. ورفض تامر حسني الإتهامات الموجهة إليه بتقليد الفنان عمرو دياب من خلال تقديم برنامج مشابه لبرنامج دياب «الحلم»، معبراً عن استيائه من الهجوم العنيف الذي تعرض له بعد عرض برنامجه «قصة صعود» بخاصة أن فكرة برنامجه قديمة جداً، وجمهوره يرى أن مشواره زاخر بالقصص التي تستحق أن تروى. مطربون