كل الوطن الرياض محمد مختار: قال الباحث المحلل السياسي التركي محمد زاهد جول إن النكسة التي حدثت للمعارضة السورية في حلب كانت متوقعة منذ فترة، وأوضح جول في حلقة من برنامج ملفات خليجية مع الإعلامي عبد العزيز قاسم أنه حتى قبل ثلاثة أشهر أو أربعة المراقبون للوضع السوري كانوا يدركون أن الأمور ربما تصل إلى هذه المرحلة، المعركتين اللتين أشرت إليهما معارك ما يسمى بفك الحصار. مضيفا أنه إذا ما رجعنا إلى أرشيف قناة الجزيرة على سبيل المثال واستمعنا إلى لقاء أردوغان عندما سأله المذيع بشكل واضح عن معارك فك الحصار لم يحتفي به أردوغان بشكل كبير وهذا كان واضح بمعنى أنه ما كان يقال في الإعلام ربما لم يكن فيه نسبة كبيرة من الصدق، لم يكن كذلك بمعنى أن الإشكاليات التي كانت موجودة في الميدان وداخل المعارضة كانت تهيمن وتسيطر على الواقع بشكل كبير والمتابعون للمشهد كانوا يتوقعون هذه النهاية المأساوية التي شاهدناها بشكل عام بمعنى أنه منذ ذلك الوقت منذ أكثر من خمسة أشهر وحتى الآن كان بالإمكان تدارك الشئ الكثير في إطار رص صفوف المعارضة لكن أعتقد أن هناك الكثير من الإشكاليات التي أصبحت مزمنة. عبد العزيز قاسم: كثيرون يرون سقوط حلب هو سقوط للمقاومة السورية.. هل هذا صحيح؟ د. عبد الكريم بكار: الثورة السورية في الحقيقة أصيبت بخنجرين مسمومين فالخنجر الأول عندما أدلجت الثورة حين حولت من ثورة وطنية لدى البعض، فبعض العلمانيين يريدونها ثورة علمانية وبعض الإسلاميين يريدونها ثورة إسلامية بإقامة حكم إسلامي ، فأنا في نظري هذا خنجر مسموم لأن الثورة حتى تنجح نحتاج أن تجمع كل قواها حتى تواجه الدولة العميقة وتواجه السلطة الاستبدادية، فيجب أن تقوم الثورة على القوافل المشتركة، فهذا الخنجر الأول والذي ما زال يطعن من قبل القاعدة ومن قبل داعش. والخنجر الثاني هو العسكرة، الثورة بقيت 7 أشهر ثورة سلمية، تحمل الناس فيها مئات القتلى دون أن يطلقوا رصاصة واحدة لأن الشعب السوري شعب متحضر ويعرف ما معنى أن يدخل في حرب غير متكافئة، لكن النظام المجرم اغتصب النساء أمام أزواجهن وأغتصب البنات ويقتل أيضا، فاضطرت الناس إلى حمل السلاح. فالذي يظن أن سقوط بلد أو بلدين أو ثلاثة انتهاء للثورة هذا واهم، بشار الأسد لن يستطيع حكم سوريا مرة أخرى، وهذا المارد السوري الذي استطاع أن يخرج من القمقم لن يستطيع أحد أن يعيده إليه. ويرى دكتور عبد الكريم بكار أنه إذا تم تشكيل جيش وطني ولو من عشرون ألف، نحن الآن لدينا أكثر من 120 ألف مقاتل، فلو تشكل جيش وطني من 20 أو 25 ألف بقيادة مركزية بدعم حقيقي لرفع لواء الثورة وعلم الثورة وتبنى المطالب الثورية، سيحدث فرقا كبيرا في ساحات القتال ولصالح الثورة . وهو جيش ثوري وإمكانية جيش للثورة الآن أسهل من أي وقت مضى واجتمعت مع قيادات وطلاب علم في شمال حلب المنطقة الآمنة وهي مهيئة أكثر، فإقامة جيش وطني فيها هو أسهل من أي وقت مضى ولدينا مئات الألوف من الشباب السوري الحر المخلص المستعد للانضمام إلى الجيش الوطني إلى جاني تشكيل أكاديمية عسكرية لتخريج الضباط إعادة تأهيل الضباط الذين انفصلوا عن الخدمة من سنوات، فأنا أرى أن الإمكانية موجودة لكن نحن نفتقد الإرادة ليس أكثر، ولا يمكن أن تنجح هذه الفكرة إلا إذا تبنتها دولة أو أكثر.