النسخة: الورقية - دولي تمثل الأمثال الشعبية أحد مظاهر التراث وبالتالي ما يميز أمة عن غيرها، ولو أن الأمر بيدي لجعلتها مادة بحد ذاتها تدرس في كلية الأدب العربي. وهنا بعض الأمثال حول الثورة السورية. قال أحدهم إن هناك ما يشير إلى أن أميركا وأوروبا، وبعد فشل مؤتمر جنيف، سترسلان أسلحة نوعية للجيش الحر، خصوصاً صواريخ مضادة للطائرات. فقلت: «لو بدها تشتي كانت غيمت». فعاد الرجل وقال: «لم يعد للغرب خيارات غير ذلك، فهو يخشى أن ينتقل القتال إلى دول مجاورة حليفة له». فقلت: «بكرا بيدوب التلج وببان المرج» و «المي بتكذب الغطاس». فوجه الرجل السؤال لي مباشرة: «لماذا تجزم بأن إسرائيل والغرب المعادين نظام الأسد في العلن هما في الواقع يدعمانه في السر؟». فقلت: لأنهم ببساطة «دافنينو للشيخ زنكي سوا». وهنا تدخل شخص آخر وقال: «لا شك في أنك تقصد بالشيخ زنكي الجولان والمقاومة الفلسطينية، ولكن ألا تعتقد أن أخذ الغرب السلاح الكيماوي من يد النظام يصب في مصلحة الشعب والثورة؟». فقلت: «لو فيه خير، ما رماه الطير». فسألني: «وكيف تعتقد أن النظام استفاد من تجريده من أحد أهم أسلحته؟». فقلت: «ضربوه بعلبة لبن، فقال: وديني مشتهية». فأردف: «وما رأيك بالوسيط الأخضر الإبراهيمي، وهل تعتقد بأنه يعمل لمصلحة الثورة أم النظام، أم إنه محايد ويبحث عن حل سياسي؟». فقلت: «وصّو الآء بالشّوحة، طلعو الاتنين خطّافين». علماً أن «الآء» هو طائر الغراب والشوحة هي طائر الباشق باللغة العامية. فسأل آخر: «إذا تم تخييرك بين نظام الأسد ونظام مثل «داعش» لحكم سورية، فماذا تختار؟». فقلت: «يضرب الجوز شو صعب فراطو». فسأل آخر: «وبماذا تفسر اهتمام الروس والإيرانيين بسورية؟». فقلت: «يا مين شافني أرملة، شمر وجاني هرولة». فأضاف: «وصفت أعضاء وفد النظام المفاوض بالمهرجين والمنافقين، ألم تجد ولا حتى واحداً منهم جديراً بالاحترام والتفاوض معه؟». فقلت: «من قلة الخيل...». فسأل: «وبماذا تفسر ذلك؟». فقلت: «إذا كان رب البيت بالدف ضارباً فشيمة أهل البيت الرقص». فقال آخر: «ولكن معظمهم يحمل شهادة دكتوراه في السياسة أو الاقتصاد». فقلت: «طلطميس، مو عرفانين الجمعة من الخميس»، و «مو كل مين صف الصواني قال أنا حلواني». فقال: «وماذا عن كثرة النساء من وزيرات ومستشارات وغير ذلك حول بشار الأسد؟». فقلت: «شيمة وريمة وأليلة الئيمة». وقال: «هل هناك أي شخصية مدنية من النظام، مثل وليد المعلم أو فاروق الشرع، قادرة على قيادة مرحلة انتقالية بعد توقف الأعمال القتالية؟». قلت: «قالوا للجمل شو بتشتغل؟ قال لهم: حلواني. قالوا لو: باين عليك وعلى إيديك الطرايا». فسأل آخر: «وماذا بالنسبة إلى المعارضة الخارجية، هل تعتقد أنها ستتفق في ما بينهم في النهاية؟». فقلت: «أسمع كلامهم يعجبني، أرى أعمالهم أتعجب». فقال: «وبماذا تفسر لجوء هذه المعارضة إلى الغرب، وهو المعروف بعدائه التاريخي لنا؟». فقلت: «قال: شو عازك للمر؟ قللو: الأمر». فتابع: «وما تقويمك لجنيف 2؟». فقلت: «تي تي تي تي، متل ما رحتي جيتي». فأضاف: «ولماذا تعتقد أن إسرائيل وحدها، وليست روسيا أو إيران أو حتى أميركا، في حوزتها القرار للتخلص من حكم آل الأسد أو إبقائه؟». فقلت: «يللي طلّع الحمار على المادنة بينزلو». كان ختام الحديث بالسؤال الآتي: «كيف تعتقد أن الشعب السوري سيتذكر هذا النظام في المستقبل؟». فقلت: «شو بدي اتذكر منك يا سفرجل، كل عضة بغصة».