القاهرة: «الشرق الأوسط» قالت مصادر أمنية في شمال سيناء إن قوات الجيش نجحت في توقيف عناصر وصفتها بـ«الإجرامية» وضبطت مخزنا للسلاح تستخدمه عناصر متشددة تشن منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي عمليات شبه يومية على عناصر الجيش والشرطة، في وقت جدد فيه الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، نفيه تولي شركة أجنبية تأمين المجرى الملاحي. وأضافت المصادر أن عناصر الجيش الثاني الميداني دمرت ثلاثة أنفاق لتهريب البضائع والأفراد على الحدود بين مصر وقطاع غزة، وستة خزانات لتهريب الوقود إلى القطاع، خلال حملة مداهمات شنها الجيش الذي يقود منذ منتصف العام الماضي حربا على ما يصفه بـ«الإرهاب» في شبه الجزيرة التي قويت فيها منذ عقد شوكة قوى إسلامية متشددة وعصابات التهريب. وأوضحت المصادر أن المداهمات أسفرت عن حرق وتدمير نحو مائة وكر تستخدمها العناصر الإجرامية والمسلحة، وضبط 11 عربة وأربع دراجات نارية دون تراخيص، وضبط ثلاثة أجولة بداخلهم ثلاث دانات وستة ألغام وقنبلة يدوية، مدون عليها كتائب «عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس التي تسيطر على قطاع غزة. وتتهم القاهرة قيادات حماس بدعم المسلحين في سيناء. وساءت العلاقات بين القيادة السياسية الحالية في القاهرة، وحركة حماس التي ترتبط بعلاقات وثيقة بجماعة الإخوان المسلمين، على خلفية عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي للجماعة. ورغم إلغاء حالة الطوارئ التي أعلنت في البلاد قبل ثلاثة أشهر، بسبب موجة أعمال عنف أعقبت فض اعتصامين لمؤيدي الرئيس السابق، لا يزال حظر التجوال مفروضا على مناطق في سيناء، خشية امتداد أعمال العنف إلى مدن قناة السويس المتاخمة لها. وفي غضون ذلك، شدد الفريق مميش على مسؤولية إدارة الهيئة والأمن المصري، في تأمين المجرى الملاحي للقناة التي تعد أهم مجرى ملاحي في العالم، مؤكدا أن القوات المسلحة هي من يؤمن القناة بالكامل لأهميتها كشريان تجاري. وقال مميش، خلال مؤتمر بمناسبة افتتاح متحف هيئة قناة السويس، أمس إن «القناة ملك لمصر ولا نفرط فيها، وتديرها أيد مصرية خالصة»، فيما اعتبر نفيا جديدا لتقارير إعلامية تحدثت عن تولي شركة أجنبية تأمين المجرى الملاحي لقناة السويس. وأضاف أن «مصر بلد يحترمه الجميع، وقناة السويس شاهدة على العلاقة الجيدة لمصر بجميع الدول، وها هي سفن العالم تمر يوميا بأمان»، مشددا على أن القناة آمنة، قائلا إن بلاده ترحب «بكل سفن العالم للعبور من قناة السويس، ولا نفرق بين علم دولة وأخرى طبقا للاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها مصر وتحترمها». وعلى صعيد آخر، شكت حركة حماس مما اعتبرته «سياسة تأزيم للوضع الإنساني والاستهتار بمعاناة سكان قطاع غزة»، في إشارة لإغلاق معبر رفح البري على الحدود بين مصر والقطاع، وهو المعبر الذي يعد المنفذ الوحيد لمليون ونصف المليون فلسطيني. وأعربت الحركة في بيان لها عن قلقها العميق إزاء إصرار الجانب المصري باستمرار إغلاق معبر رفح الحدودي لليوم العاشر على التوالي. وقالت حكومة حماس المقالة في بيانها إن «هناك معاناة إنسانية متفاقمة لأهالي قطاع غزة منذ سنوات، ولكن للأسف الجانب المصري يتعامل مع هذه المعاناة بسلبية غير مبررة»، مضيفة: «نحن نقول ونجدد مطالبتنا للجانب المصري بفتح معبر رفح، وندعو إلى الكف عن الاستهتار بمعاناة شعبنا الفلسطيني، لأنه لم يعد الاستهتار بمعاناة شعبنا الفلسطيني أمرا محتملا ولا مطاقا».