(1) أأقول: إني منهمُ ودمي شهودي ووثائقي في سحنتي مختومةٌ والواقفون أمامهُ بجسومهمْ شفرات جيناتي السّحيقةِ من سلالة يعربِ (2) أأقول: إني منهمُ يا سيّدي وبهِ أُجاهرْ كـمُقامرٍ ألقى جواهر أصلهِ لرهانهِ وبسكرة الأضغاث غنّى قطعة لخلودهِ واللّحن من إعدامهِ .. كمُفاخرٍ متلزِّزٍ يطفو على بحر الوجود وقشّة متشبّثاً في جذعهِ الـمُحدودبِ .. كمكابرٍ مستضعفٍ يطأ الرّمال وأنفهُ في خُفّهِ مستذئباً في خفّة المترقّبِ (3) إنّي لأخجل أن أقولْ.. ومقامهُ ذاك الرفيعْ وأنا الوضيعْ بوثائقٍ محفورةٍ وشهود زور من تجاويف السّنينْ نقشت دماء الكاذبينْ بالواقفين الزاعمينْ.. لا ينتمونْ مستعجلون فراقهُ متفرّقونْ بين الملاهي والمساجدْ من تحت طاولة اجتماعاتٍ لئيمةْ يتلون سورة يعربِ (4) بفمي اعترافي غرغرةْ لطمتْ حبال الصّوت من مرساتها قلبتْ لساني طمرتْ تقاسيمي بأطنان الأسى إلاّ يديّ الـمُغرقةْ في حبّه الباقي بقاء النّورِ في سمتهِ الأُحُديّ يرسم مذهبي في عطفهِ الأبديّ يجتاز الحدود مطبطباً.. يا.. فاهدئي (5) لا لستُ منهم سيّدي أنا في ظلالك مذْ وعيتكَ روضة أشتمّها بجوار بيتكَ بدرها الحاضن عن يأس الليالي أنا بعض ما ألهمتني عذب الطّفولة والرجولة والمسيرةْ أنا ذلك المفطور يطوي للرحيلْ درب البقاء مع الرّعيلْ أخشى ضياعي في الدّنى بدمي وختمة سحنتي بدمائهمْ.. سحناتهمْ بقبائل الأرض البئيسةْ بالواقفين القابعين على عروش من هراءْ الحافظين بزعمهم عرق الولاءْ وأخاف أن أسقى بملح جذورها فأكون فيها دومةً تنمى لنخل الأشقياءْ - شعر/ عبدالرحمن الخميس