حين يفكر الفريق الطبي في توعية المجتمع، فإنه يقوم بنشر المعلومات وإلقاء المحاضرات، وإصدار النشرات الصحية وإقامة أيام توعوية ونشاطات مختلفة، والتي يرى أنها كافية في تحقيق التوعية، والسؤال هل هي كافية؟ هل تحققت الأهداف؟ هل وصلت الرسالة؟ ما مدى التأثير الذي أحدثته هذه الرسالة؟ من وجهة نظري كدارس وباحث في شؤون الاتصال، فإن الفريق الطبي هو هنا (القائم بالاتصال)، والمعلومات التوعوية التي يقوم بها هي (الرسالة)، بينما المجتمع هو (المتلقي)، ولمعرفة ما إذا كانت الرسالة قد وصلت وهل حققت أهدافها وما مدى التأثير الذي حققته علينا دراسة هذه العناصر، وهي القائم بالاتصال (المرسل) والرسالة والمتلقي، بالإضافة إلى الوسيلة، لنتمكن من الإجابة عن هذه الأسئلة. ولكن وبنظرة بسيطة دعونا نتساءل: ما هي المهارات الاتصالية التي يملكها الفريق الطبي، وهل يملك مهارات تصميم الرسالة، وبأي لغة سيخاطب المجتمع، وماذا يعرف عن هذا المجتمع؟ إن الاعتماد على الأطباء والممارسين الصحيين دون الاستعانة بمستشار إعلامي، أو إعطائهم تعليم مكثف في الإعلام الصحي المتخصص هو نوع من المغامرة، بصحة المواطن أولاً، والوطن ثانياً، فالصحة معلومة قبل أن تتحول إلى مرض وتشخيص وعلاج، وقد صدقت العرب حين قالت (درهم وقاية خير من قنطار علاج)، ولو أنهم لم يقولوا لنا إن هذه الوقاية (أم الدرهم) المقصود فيها هو الوعي والمعلومة، فلو حصلت عليها لحميت نفسك من الوقوع في الكثير من الأمراض بإذن الله، إذاً الذي حماك بعد الله (سبحانه) هو المعلومات الصحيحة والوعي. وصفحتنا هذا اليوم تتحدث عن الهيموفيليا، وأدرك وأعرف أن الجهاز الطبي يتلذذ بالقول (هيموفيليا) بدلاً من النزاف، ولكن الجانب المضيء هو أنك ستعرف معلومات جميلة تتعلق بهذا المرض فلا تبخل على نفسك بالمعرفة لعلك تستفيد وتفيد غيرك. قسم التثقيف الصحي